حيرت تلك الجريمة الغامضة الشرطة لفترة طويلة. الجاني غير معروف وكل ما عثر عليه شعرة في يد الضحية, ولم يتمكن باحثو الطب الجنائي من معرفة صاحب الحمض النووي, فلجئوا إلي تقنية متقدمة مكنتهم من رسم ملامح تقريبية لوجه الجاني باستخدام جينات وراثية معينة في الحمض النووي, وعندما نشرت صورة الجاني عبر وسائل الإعلام استطاعت الشرطة القبض علي القاتل الذي كاد يوشك أن يفلت من العقاب. هذا السيناريو ليس محض خيال, فقريبا ستتمكن الشرطة من رسم ملامح الجناة بكل دقة إذا تركوا شعرة أو نقطة دم أو حتي قصاصة ظفر, بعد أن استطاع علماء الجينات الوراثية من تحديد خمسة جينات في الحمض النووي تساهم في تحديد شكل الوجه وقسماته ولو بصورة تقريبية. الجينات الوراثية في الحمض النووي تحدد الشكل الخارجي بالكامل لجسم الإنسان. وهناك بعض الاختلافات بالطبع بسبب العمر والوزن والعناية الشخصية فضلا عن الحوادث التي قد تسبب تغييرات في شكل الإنسان أو عمليات التجميل, إلا أن ملامح الوجه مثل المسافة بين العينين وارتفاع عظام الخدود وحجم الأنف كلها مشفرة ومحددة في شريطك الوراثي, وتشابه التوائم أو الإخوة يرجع لسبب بسيط هو اشتراكهم في الجينات الوراثية. وقد تمكن العلماء بالفعل من تحديد الوسائل التي تمكنهم من معرفة لون العينين ولون الشعر ولون الجلد من الشريط الوراثة. فقد رصد العلماء جين تي بي63 الذي يحدد المسافة بدقة بين النقطة المركزية في محجري العينين, وجين بي آر دي إم16 الذي يحدد عرض الأنف وارتفاعه. كل هذه السمات قابلة للقياس والتوقع, ولا تتطلب أكثر من شعرة أو قطرة دم في مسرح الجريمة.