أثيرت خلال الفترة الماضية العديد من التساؤلات حول ما يسمى ب«دودة الحشد الخريفية»، التى يطلق عليها أيضا «الحشرة الجياشة»، والتى تنتج من فقس البيض، حشرة، موطنها الأصلى المناطق المدارية وشبه المدارية من الأمريكيتين، تشبه إلى حد قريب دودة القطن، وتسبب ضررا بالغا لمحصول الذرة، حال عدم مكافحتها بالشكل الجيد، وكانت قد غيرت موطنها واتجهت إلى غرب إفريقيا مرورا بالصحراء الكبري، بالتحديد فى عام 2016. وزارة الزراعة من جانبها أكدت أنها اتخذت جميع التدابير اللازمة لمواجهة الحشرة فور ورود نشرة منظمة «الفاو» فى أغسطس 2017، بأن الحشرة الفتاكة قد غيرت موطنها الأصلى بأمريكا الجنوبية، واتجهت إلى غرب إفريقيا وأن مسارها المتوقع آنذاك هو مصر عبر الحدود الجنوبية. ويكشف الدكتور محمد عبد المجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، أن لجنة مبيدات الآفات الزراعية، قد أخطرت الوزارة فى بداية الشهر الجارى بوصول الحشرة إلى الحدود المصرية، وفقا للتقرير الخاص بنتائج تحليل عينة حشرية تم أخذها من قرية العقبة بمركز كوم امبو بأسوان، بأحد حقول الذرة الشامية، وقام معهد بحوث أمراض النباتات بتعريف العينة ظاهريا على أنها دودة الحشد الخريفية، كما تمت المطابقة بتقنية البصمة الوراثية، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم تسجيل أى إصابات جديدة. ويؤكد عبد المجيد أنه لا داعى للقلق، وأن الوزارة اتخذت جميع التدابير اللازمة، وأن الامور تحت السيطرة بنشر مجموعات من المصائد الفرمونية لرصد دخول الحشرة على طول الحدود الجنوبية، وتكليف العناصر المدربة فى المعاهد البحثية ذات الصلة والإدارة المركزية للمكافحة ومصانع السكر ومراكز البحوث والتدريب فى الأرز بجميع المحافظات، بالتصدى للدودة. وعن الإجراءات التى تم اتخاذها فى مواجهة الحشرة الجياشة، يقول رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، إن الخطوات شملت إزالة العوائل المصابة والمزروعة فى غير الميعاد المناسب، ثم متابعة المحصول ورصد ما يحدث به من تغييرات، وتشخيص المشكلة وتحديد الأهمية الاقتصادية للآفة والحد الاقتصادى للضرر، ثم اتخاذ قرار المكافحة، وتحديد الوسيلة المثلى للمكافحة، التى بدأت باستخدام الأعداء الحيوية للحشرة، وهى «التريكوجراما» والمتطفلات والمفترسات والفيروس المتطفل على دودة الحشد الخريفية. ويضيف أن برنامج المكافحة باستخدام المبيدات، يراعى فى اختيار المبيد العمر النباتى والعمر اليرقي، وفى جميع الأحوال لا يسمح بجمع كيزان الذرة أو دخول حيوانات المزرعة إلى الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش، وتم إطلاق طفيل «التريكوجراما» فى حقول قصب السكر والذرة، مع إمكان استخدام بعض الوسائل الميكانيكية فى حالة الإصابات المحدودة. ويؤكد أيضا أن وزارة الزراعة وجهت باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لمكافحة هذه الحشرة حال ظهورها مرة أخري، كما شددت على التوعية المستمرة للمزارعين الوجود الميدانى معهم لمساعدتهم فى أعمال المكافحة.