اجتماع قادة العالم خلال قمة العشرين لن يكون سهلا ، فى ظل الأزمات الشخصية والدولية التى تحيط بهم، خاصة فى ظل التصريحات النارية التى استبقت القمة على نحو عكر صفو أجوائها قبل بدايتها. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالتأكيد سيكون بطل المشهد عندما يتعلق الأمر بالتصريحات الجدلية اللاذعة، فهو لم يتوان عن تأجيج التوتر القائم بالفعل بين بلاده والصين على خلفية النزاع التجارى بينهما، إذ أكد مؤخرا أن الصين ستعقد اتفاقا مع بلاده خلال قمة العشرين، لأنه ببساطة «يتعين عليها ذلك»، على حد تعبيره، وإلا خضعت سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار لرسوم جمركية جديدة. فى الوقت ذاته، تسببت ذلة لسان لترامب أيضا فى إضفاء مزيد من التوتر على علاقته بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، إذ قال إن الهجمات الإليكترونية على أنظمة الطاقة الروسية حقيقة واقعة، وجاء الرد الروسى على طلب الأمريكيين لعقد لقاء ثنائى بين رئيسى البلدين على هامش القمة محبطا، حيث أكدوا أنه لا يجرى الإعداد لاجتماع خلال قمة العشرين «ويمكن للزعيمين التحدث واقفين». وبعيدا عن أمريكا، لا يعد الوضع فى أوروبا أسعد حالا ولا سيما فى ظل الأنباء التى ترددت مؤخرا عن الحالة الصحية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى دفعتها للارتجاف بحدة لدى استقبالها للرئيس الأوكرانى الجديد فلاديمير زيلينكسى فى برلين قبل أيام. ميركل نفت إصابتها بأى أمراض بالرغم من ارتجافها الشديد الذى استمر لدقائق فى درجة حرارة جاوزت ال30 درجة مئوية، وفشلها فى السيطرة على جسدها، مؤكدة أنها كانت تعانى من الجفاف فحسب بسبب نقص مفاجئ للسوائل فى جسدها، وأنها تحسنت فور تناولها ثلاثة أكواب من المياه. فى السياق ذاته، لن يكون الحضور البريطانى بكامل لياقته ، إذ ستمثل رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماى بلادها فى المحفل الدولى، بالرغم من انتهاء صلاحيتها. وبالتالى فإن محاولاتها تصفية الأجواء مع موسكو لن تكون مجدية، حيث تشهد العلاقات بين الجانبين أدنى معدلاتها منذ الحرب الباردة، بعد اتهام لندنلموسكو بمحاولة تسميم العميل الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا بغاز نوفيتشوك للأعصاب العام الماضي. ولكن رغم الأجواء المحيطة بالقمة، ربما تكون الأوضاع على أرض الواقع فى أوساكا لدى لقاء جميع الزعماء معا أفضل حالا من تكهنات المراقبين.