يعيش قطاع غزة في ظل أزمة مياه حقيقية, وتشكل هذه الأزمة تهديدا حقيقيا لكافة جوانب الحياة في القطاع, فالمياه أصبحت غير صالحة للشرب أو الاستخدام الآدمي بشكل عام.. الأمر الذي ينذر بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة في صفوف المواطنين. ويعتمد سكان قطاع غزة علي المياه الجوفية كمصدر وحيد للشرب والاستخدام الزراعي والمنزلي, في الوقت الذي يعاني القطاع عجز حقيقي يقدر بحوالي مائة مليون متر مكعب سنويا, مبينا أن القطاع تجاوز الخطوط الحمراء في استنزاف المياه من المخزون الاستراتيجي للقطاع. وقال محمد الأغا وزير الزراعة السابق بحكومة حماس بغزة مؤخرا أن المشكلة في قطاع غزة أشد خطورة بسبب الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها القطاع بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي, داعيا كافة الجهات المختصة إلي اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها إيجاد حلول للأزمة. وطالب الأغا خلال ندوة بعنوان المياه في قطاع غزة واقع وطموحات نظمه معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية مؤخرا بضرورة توعية المواطنين والمجتمع المحلي حول أبعاد الأزمة التي يمر بها القطاع وسبل ترشيد استهلاك المياه. وأشار الأغا إلي أن المنطقة العربية بشكل عام وقطاع غزة علي وجه الخصوص يصنف ضمن المناطق الجافة, مؤكدا أن أكثر من59 في المائة من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للشرب أو الاستخدام الآدمي بشكل عام, مما ينذر بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة في صفوف المواطنين, مطالبا الحكومة بإعلان حالة الطواريء القصوي لحل الأزمة. واضاف أن المخزون الاستراتيجي للمياه في قطاع غزة يعاني من عجز حقيقي يقدر بحوالي مائة مليون متر مكعب سنويا, مبينا أن القطاع تجاوز الخطوط الحمراء في استنزاف المياه من المخزون الاستراتيجي للقطاع. وأكد الأغا أن الاحتلال الإسرائيلي أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المياه من خلال نهب وسرقة المياه الجوفية الفلسطينية, مبينا أن الاحتلال يقيم عشرات الآبار المائية علي الحدود الشرقية لقطاع غزة لشفط المياه الجوفية المنحدرة من شمال فلسطينالمحتلة ومنع وصولها للقطاع. ويبلغ معدل ما يستهلكه المواطن في القطاع يوميا 80 لترا, بينما المعدلات العالمية تحدد 150 لترا للفرد في اليوم الواحد, أي أن المواطن في قطاع غزة يعاني من نقص المياه بمقدار النصف وفق المعدلات العالمية. وترجع هذه الأزمة إلي عدة عوامل منها الاستهلاك المفرط للمياه والذي أدي إلي استنزاف المخزون الجوفي, والذي يعد المصدر الرئيسي لتلبية احتياجات المواطنين من المياه, و يرجع السبب في ارتفاع نسبة استهلاك المواطنين للمياه إلي الزيادة السكانية المتزايدة التي يعاني منها قطاع غزة, بالاضافة إلي ظروفها السياسية والقانونية, ويوجد في القطاع ما بين 300 إلي 400 وحدة تحلية دون أي رقابة ورغم عدم ثقة المواطنين فيها إلا انهم يشترون المياه مكرهين نتيجة ارتفاع نسبة الملوحة في مياه البلدية, وهي بالتالي ليست صالحة للشرب.