هناك اتفاق وفق هذا البحث على أن مصر أكثر دولة فى العالم تتعرض لحملات التضليل على الإنترنت! وأما الخلاف فحول تأويل هذا المعني، حيث يصف البعض مصر بأنها الضحية الأولى فى هذه الحملات، وهناك آخرون لهم تفسير آخر بأن الشعب المصرى أسهل المخدوعين! أى أن الاختلاف محصور حول ما إذا كان السبب سوء نية القائمين بالحملات، أم هو سذاجة المصريين! وكما ترى فإن هذا الاختلاف لا يمس الجوهر المهم الذى هو أن مصر تتعرض للتضليل أكثر من غيرها! وهى نتيجة جديرة بالتوقف أمامها، خاصة أنها ثمرة استطلاع رأى دولى لحساب مركز ابتكار الحوكمة الدولية، أُجرِى فى الفترة من 21 ديسمبر 2018، و10 فبراير 2019، وشمل الاستطلاع 25 دولة، أبرزها أمريكاوروسياوالصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند واليابان وباكستان ومصر وتونس وجنوب إفريقيا وتركيا وإندونيسيا وأستراليا والبرازيل وكندا. واستند إلى مقابلات شخصية وأخرى عبر الإنترنت، وأعلنت وكالات الأنباء نتائجه الثلاثاء الماضي، مع توضيح أن هامش الخطأ زائد أو ناقص 3.5 بالمائة. وخلُصت النتائج إلى أن 86 بالمائة من مستخدمى الإنترنت على مستوى العالم وقعوا ضحية الأخبار المضللة والمعلومات المزيفة، وبخاصة عبر فيس بوك، وأن مصر تحتل المرتبة الأولى بنسبة 78 بالمئة، وبعدها كل من تركيا وإندونيسيا وجنوب إفريقيا بنسبة 76 بالمائة، وكانت باكستان أقل الدول تعرضاً، بنسبة 22%، وقبلها ألمانيا بنسبة 37 %. وأشار البحث إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى المسئول الأول عن نشر الأخبار المضللة، تليها روسيا ثم الصين، وطالب المشاركون فى الاستطلاع الحكومات وشركات التكنولوجيا أن تتصدى معاً لهذه النشاطات التى تسهم فى تراجع الثقة فى الإنترنت وتؤثر سلباً على الاقتصادات وعلى الحوار السياسي، كما أنها تؤكد هشاشة الإنترنت، إضافة إلى نمو الشعور بعدم الارتياح وانعدام الثقة فى شركات إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعاظم القلق بشأن الخصوصية والاعتماد على الأحكام المسبقة فى التعامل مع محتوى الإنترنت من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى التى تُصنِّف وتنقِّى المحتوى على مواقع الإنترنت. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب