بعد أن شاهدت – مثل مئات الملايين فى كل دول العالم – تلك اللوحة الجميلة المتمثلة فى مباراة نهائى دورى أبطال أوروبا بين ليفربول وتوتنهام مساء السبت الماضى وقارنتها بالمهزلة التى وقعت فى استاد رادس بتونس مساء الجمعة، حيث لم تكتمل مباراة نهائى دورى أبطال إفريقيا بعد توقف عن اللعب دام 55 دقيقة، قلت لنفسى إنه لم يعد هناك مجال للعناد وعدم الاعتراف بأن هناك فرقا شاسعا بين أوروبا وبيننا ليس فقط فى مجال التقدم العلمى والنهوض الحضارى وإنما أيضا فى الرياضة بالمفهوم الشامل لها من ناحية حسن الإدارة ونزاهة التحكيم ورقى السلوك الجماهيري. إن ما حدث فى ملعب مترو بوليتان بإسبانيا الذى احتضن نهائى أوروبا ومقارنته بما حدث فى استاد رادس بتونس الذى احتضن نهائى إفريقيا بين الترجى التونسى والوداد المغربى لابد أن يدفعنا إلى سرعة الإقرار بأن الأوضاع فى عالمنا العربى والإفريقى لا تسير على ما يرام، لأنها أوضاع مأزومة وتحتاج إلى دراسة تحليلية عميقة للكشف عن الأسباب التى تنتج ما نشكو منه من العجز والتخلف أو ما نحصده من الخسائر والكوارث ليس فى كرة القدم وحدها وإنما فى مختلف مجالات الحياة. أتحدث هنا من أرضية الفهم الصحيح لأهمية نقد النفس والذات بالمعنى الإيجابى والبناء لمعرفة مكامن الخلل ومواطن الضعف، بعيدا عن استمرار التحليق فى أوهام النرجسية والمزايدة والمكابرة والالتفاف على الحقائق باستمرار الدق على نغمة أن ما أنجزه الأوروبيون من تقدم علمى وحضارى وسلوكى قد سبقناهم إلى معرفته منذ قرون وأنهم نقلوا عنا واستفادوا من حضارتنا. ولنكن صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن هذه الفجوة الواسعة بين أوروبا وبيننا ترجع إلى غياب الإدارة السليمة التى يقوم عليها أى بنيان يستهدف نشر النماء والازدهار ووقف مسيرة التخلف والانحطاط التى تزداد رسوخا وتعمقا مع تعميم ثقافة الإدارة بالفهلوة وتغييب ثقافة الإدارة بالعلم.. ونظرة واحدة على أسلوب إدارة كرة القدم فى بلادنا العربية والإفريقية، وبالذات فى مصر تكفى للإجابة على سؤال مطروح فى ساحة الرأى العام.. لماذا يتفوقون علينا حتى فى كرة القدم؟ ومبروك لنجمنا المصرى محمد صلاح بطولة دورى أبطال أوروبا مع فريقه ليفربول، لأن تألق صلاح فى أوروبا يجيب أيضا على السؤال المطروح فى السطر السابق ومفاده لماذا نجح صلاح فى أوروبا بعد أن كان لاعبا مغمورا فى مصر؟ خير الكلام: قد تحزن على حالك وهذا حقك ولكن إياك أن تنكسر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله