أعرب عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عن ثقته بأن مصر حكومة وشعبا لن تقصر في واجباتها تجاه تقديم العون والإسناد للثورة السورية. وقال لقد تلقينا تطمينات ووعودا في هذا الصدد وما نأمله هو أن يتم ترجمتها قريبا علي أرض الواقع ممتدحا في هذا السياق قرار الرئيس محمد مرسي بمعاملة الطلاب السوريين معاملة الطلاب المصريين واعتبره خطوة إيجابية خاصة في ظل الأعداد الكبيرة من طلاب الجامعات السوريين الذين تركوا الدراسة منذ أكثر من عام ونصف ويحتاجون الي معالجة لأوضاعهم. جاء ذلك في حديث ل الأهرام علي هامش زيارته للقاهرة التي اختتمها أمس واستمرت ثلاثة أيام والتقي خلالها الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وأعضاء المجلس الوطني والجالية السورية بالقاهرة وحول منظوره لمبادرة الرئيس مرسي بشأن اللجنة الرباعية لإيجاد حل للأزمة السورية أوضح سيدا أنه اذا تمكن الرئيس مرسي من إقناع إيران العضو الرابع في اللجنة الي جانب مصر والسعودية وتركيا بضرورة الاستعداد لمرحلة مابعد الأسد فيشكل ذلك خطوة متقدمة علي الطريق الصحيح محذرا من إمكانية استغلال طهران للمبادرة لتكون ميدان مناورة أخري تمنح النظام السوري الفرصة ليتمكن من ممارسة المزيد من القتل في حق شعبه وأضاف أنه من مصلحة ايران أن تتجاوب مع هذا الطرح والذي تم إبلاغهابمضمونه في الاجتماعات التمهيدية بالقاهرة مؤكدا أن اندفاعها باتجاه الاستمرار في تقديم كل الدعم للنظام الحاكم في دمشق أمر غير مفهوم وغير مبرر. وحول تقييمه لدعوة الرئيس مرسي لبشار الأسد بالرحيل فورا وإصرار الرئيس مرسي علي رحيل نظام بشار الأسد أكد أن ذلك يتسق مع مطالب الثورة السورية ورأي أن تأخره في الرحيل فورا سيؤدي الي سقوط المزيد من القتلي والشهداء والدمار معتبرا أن نظام بشار تحول الي كتلة سرطانية تمارس النخر في الجسم الوطني السوري فضلا عن أنه يسعي الي دفع الأمور نحو الحرب الطائفية البغيضة التي يمقتها السوريون من خلال إشعال الفتنة بين السنة والعلويين وهوما يضرب الوحدة الوطنية في الصميم. وفي معرض إجابته عن سؤال حول مستقبل مهمة الأخضر الابراهيمي المبعوث الجديد المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لفت سيدا الي أنه أبلغه خلال لقاء جري معه في باريس بأن المعارضة التزمت بخطة المبعوث السابق كوفي أنان احتراما للجامعة العربية والشرعية الدولية ولكن نتيجة لذلك خسر السوريون ثلاثة آلاف شهيد من جراء قصف النظام للمدن والبلدات السورية بكل أنواع وصنوف الاسلحة الثقيلة بما فيها الطائرات الي جانب ارتكابه المجازر الوحشية ورأي أن خطة أنان وفرت فرصة للنظام علي مدي ثلاثة أشهر لممارسة القتل بحق السوريين أملا في القضاء علي الثورة غير أن الشعب السوري قدم في حقيقة الأمر شجاعة أسطورية غير مسبوقة في مواجهة النظام وأضاف: لقد أكدنا للابراهيمي أن طرح مبادرة تكون تتمة لمبادرة أنان ستكون فرصة إضافية للنظام ولن نلتزم بها حتي تكون الأمور واضحة منذ البداية خاصة أن المبادرة خاضعة لآليات مجلس الأمن المشلول الفعالية بسبب الفيتو الروسي الصيني ولكن إذا تمكن المبعوث الجديد من إقناع روسيا بالامتناع عن استخدام الفيتوفي المجلس فإن ذلك سيكون تحولا نوعيا في الاتجاه الصحيح ودون ذلك فإن الأمور ستتجه نحو المزيد من التفاقم والسوء وسيدفع الشعب السوري وحده الثمن باهظا. وحول الدور المطلوب من الجامعة العربية في الفترة القادمة قال عبد الباسط سيدا انه يتعين علي الجامعة أن تنسق تحديدا مع الاتحاد الأوربي والذي قمت بجولة في عواصمه المختلفة قبل فترة لبلورة مبادرة عربية أوربية مشتركة تطالب برحيل النظام فورا وممارسة الضغط علي مجلس الأمن وعلي روسيا والصين في سبيل استصدار قرار تحت البند السابع لميثاق الأممالمتحدة لوقف أعمال القتل ويفتح الأبواب أمام تطلعات الشعب السوري. ورفض رئيس المجلس الوطني السوري تطبيق النموذج اليمني في بلاده التي رأي أنها أقرب الي الحالة الليبية وهو مالايجعل إمكانية الحديث عن انتقال سلمي للسلطة خاصة في ظل ممارسة النظام الحاكم للقتل والتخريب منذ أكثر من18 شهرا مما أسفر عن استشهاد أكثر من ثلاثين ألف شخص وثلاثة ملايين نازح فضلا عن أكثر من ربع مليون لاجئ في دول الجواربشكل رسمي الي جانب أكثر من نصف مليون من لجأوا بأساليبهم الخاصة بالإضافة الي عشرات الألوف من المفقودين والمعاقين وأكثر من مائة الف معتقل مشددا علي أن ذلك يستوجب من الأطراف المؤثرة أن تسعي الي المعالجة الجذرية للأزمة التي تنطلق من تضافر الجهود باتجاه إرغام نظام بشار الأسد علي الرحيل فورا والا ستكون التداعيات شديدة المخاطر سواء علي سوريا أو علي المنطقة وحول إعلان بشار الاسد قبل أيام استعداده للتنحي بشرط اجراءانتخابات نبه سيدا الي أنه ليس من حقه أن يضع هذا الشرط فهولم يصل الي السلطة عبر صناديق الاقتراع ووفق آلية الانتخابات ولكنه وريث الجمهورية السورية التي صاغها والده حافظ الأسد بعد انقلاب عسكري سيطر به علي مقاليد الأمور في1971 وقال انه اقترح خلال لقائه مع الدكتور نبيل العربي يوم الخميس الماضي تشكيل قوات دولية علي أن يكون جسمها الرئيسي عربي اسلامي لتقوم بمهمة المحافظة علي الأمن وتوفير ضمانات دولية للشعب السوري لتمكينه من ترتيب البيت الداخلي ثم اجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف دولي عربي وبعد ذلك يمكن النظر في النتائج مشددا علي أنه لن يكون لبشارأي موقع في العملية السياسية بعد كل هذا القتل الذي مارسه ضد شعبه وهو وزمرته الحاكمة ونفي سيدا تشكيل حكومة انتقالية سواء في القاهرة أومن قبل المجلس الوطني لكنه أوضح ان تشكيل مثل هذه الحكومة يمثل التحدي الذي ستواجهه قوي المعارضة إن عاجلا أو آجلا وكشف عن القيام بإجراء مشاورات معمقة بمشاركة مختلف المكونات الاجتماعية والقوي السياسية والقوي الميدانية الفاعلة علي الأرض لبلورة السلطة الانتقالية حتي تكون موضع توافق الجميع محذرا من أي مبادرات متسرعة علي هذا الصعيد والتي يمكن أن تقود الي إنتاج جملة من الحكومات الهزيلة وليس حكومة واحدة وهو ما يدفع نحو المزيد من التعقيد وليس الحل وقال إنه لتفادي ذلك سيتم ترتيب حوار وطني بين القوي السياسية الفاعلة لمناقشة هذه الفكرة.