بعد يوم واحد من فقدان نخبة الأحزاب التقليدية هيمنتها على برلمان الاتحاد الأوروبي، حذرت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مما وصفته ب«القوى الظلامية» التى بدأت تكتسب دعما واضحا سواء على مستوى بلادها ألمانيا وفى مواقع أخرى حول العالم. وأكدت ميركل فى سياق مقابلة تليفزيونية أخرى مع شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية أن هناك الكثير من الجهد الذى يتوجب بذله فى المحيط السياسى الألماني، وذلك عقب الخسائر التى لحقت بحزبها الاتحاد الديمقراطى المسيحى خلال انتخابات البرلمان الأوروبى التى عقدت خلال الفترة بين يومى 23 و26 مايو الحالي. فقد بلغ إجمالى نصيب حزب ميركل بالمشاركة مع حليفه التقليدي، الحزب المسيحى الاجتماعي، حوالى 28% من الأصوات، فيما تم اعتباره النتيجة الأسوأ فى تاريخ الحزبين. وشهدت الانتخابات ذاتها فوزا محدودا لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليمينى المتطرف، والذى نال أقل من 11% من الأصوات المحلية، فى أداء أدنى من المتوقع له وفقا لاستطلاعات الرأى التى مهدت ورافقت العملية الانتخابية. وفى تصريحاتها التليفزيونية، أكدت ميركل أن ما يجرى فى ألمانيا «يجب أن تتم مراجعته فى إطار سياق الماضي، الذى يجعلنا أكثر حذرا من غيرنا»، وذلك فى إشارة إلى ماضى الحكم النازى فى ألمانيا، والذى جعل صعود القوى الشعبوية هناك أكثر إثارة للجدل والمخاوف. وبدأت أمس مباحثات تعيين القادة الجدد لمؤسسات الاتحاد الأوروبي. ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فان دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى بدأ بالفعل مشاورات خلال القمة الأوروبية الطارئة التى عقدت أمس لقيادات دول الاتحاد، على أن يواصل مشاوراته مع الكتل المختلفة بالبرلمان الأوروبى بتشكيله الجديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق بخصوص المرشح لشغل منصب رئيس المفوضية الأوروبى خلفا لمفوضها الحالى جان كلود يونكر بحلول 21 يونيو المقبل. وكان حزب الشعب الأوروبي، والمتصدر لقائمة التكتلات الفائزة بالبرلمان الأوروبي، قد دفع بمانفريد فيبر لتولى المنصب، وسط معارضة القوة البرلمانية الثانية والمتمثلة فى التكتل الاشتراكى التى دفعت بالهولندى فرانس تيمرمانس. وكان تيمرمانس قد حذر أمس فى تصريحات إعلامية من بداية ما وصفه «صراع العروش» لاختيار الفائز بالمنصب. ويلقى ترشيح مانفريد مقاومة واسعة تتجاوز الاشتراكيين، وفى مقدمة معارضيه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والذى خسر المواجهة الانتخابية بفارق نقطة واحدة عن منافسته مارين لوبان زعيمة «التجمع الوطني» اليمينى المتطرف. وتوالت الخسائر المترتبة على الانتخابات الأوروبية، والتى شكلت «العثرة» الأخيرة بالنسبة لحكومة المستشار النمساوى سيباستيان كورتز الذى تم التصويت بسحب الثقة منه مساء أمس الأول.