كان يوم الأحد الماضى يوما مشهودا فى تاريخ الرياضة المصرية، ليس فقط لأن نادى الزمالك العريق الذى يتجاوز عمره أكثر من مائة عام أحرز بطولة كأس الكونفدرالية لكرة القدم وأضافها إلى سجل البطولات المليء بالدروع والكؤوس والجوائز منذ عام 1911 وحتى اليوم، ولكن لأن استاد برج العرب الذى احتضن المباراة النهائية بين الزمالك ونادى نهضة بركان المغربى شهد عودة الروح للملاعب المصرية بحضور جماهيرى لافت وسلوك حضارى يشهد لشعب مصر وقوة ارتباطه باسمها المنقوش داخل الصدور كأحلى اسم فى الوجود. إن قيمة ما أنجزه الزمالك ليس فى الفوز على منافس كفء وقوى يستحق شرف الوصول إلى المباراة النهائية ممثلا للكرة المغربية، التى عادت بقوة إلى الساحة الإفريقية فى السنوات الأخيرة، وإنما القيمة الحقيقية تكمن فى رجولة أداء هذا الجيل الواعد من لاعبى الزمالك تحت قيادة مدرب عالمى واع يحسن قراءة الفرق المنافسة قبل المباراة وأثناء احتدام المواجهة بأعصاب هادئة تصل إلى درجة البرود، ولكنها فى جوهرها تمثل ذروة القوة الإضافية لشحن الروح المعنوية للاعبى الزمالك ومنعهم من الاقتراب من اليأس مهما تأزمت الأمور.. وعلينا أن نتذكر عدد المباريات التى نجح فيها الزمالك هذا الموسم فى التحول من التأخر إلى التقدم والفوز بالنقاط الثلاث فى نهاية المطاف. وإذا كان جمهور الزمالك قد أثبت بحضوره الكاسح أنه عامل أصيل من عوامل فوز الزمالك وأنه رقم كبير فى أى إحصاء دقيق للشعبية الجماهيرية للأندية المصرية فإن إدارة نادى الزمالك يحسب لها – فى ظل ظروف صعبة واجهتها خلال الموسم الحالى – أنها وفرت للفريق البطل كل ما يحتاجه من لاعبين أكفاء ومن طواقم فنية مؤهلة لتلبية طموحات الجماهير فى العودة إلى منصات التتويج بجدارة واستحقاق. وكم أتمنى على الجميع من محبين أو منافسين أن يتجنبوا فى هذه الأيام أى خروج على النص يفسد على جماهير مصر فرحتها بعودة الروح للملاعب عشية الذهاب إلى بطولة إفريقيا التى تستضيفها مصر بعد أسابيع قليلة، وهذه البطولة أهم بكل تأكيد من أى مكايدات بشأن ما تبقى من مباريات الموسم المحلية فى الدورى والكأس! خير الكلام: الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله