اتسعت رقعة الاحتجاجات وردود الفعل الغاضبة بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد صلي الله عليه وسلم لتطول دولا أخري في مختلف أنحاء العالم في الوقت الذي زادت فيه المخاوف من احتمال انتقالها إلي الولاياتالمتحدة. حيث حذر تقرير مخابراتي أمريكي من احتمالية امتداد الحركات الاحتجاجية المناهضة للفيلم إلي الولاياتالمتحدة نفسها, وذلك في خطوة وصفت علي أنها ستكون استغلال الغضب السائد حاليا في الشارع العربي والإسلامي ضد هذا الفيلم. ونقلت شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية عن التقرير, الذي أعده كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي إف بي آي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن هناك توقعات باحتمال اندلاع أحداث عنف داخل الولاياتالمتحدة مع استمرار زيادتها في باقي دول العالم التي تشهد هذه الاحتجاجات علي الفيلم المسيء للرسول. ومن جانبهم, كشف مسئولون أمريكيون عن أنه بالرغم من أن أحداث العنف والاحتجاجات ضد الفيلم المسئ للرسول التي وقعت في مصر وليبيا أججتها وسائل الإعلام علي مدار الأسبوع الماضي, إلا أن وكالات المخابرات الأمريكية لم تطلق أي تحذير من احتمال استهداف مصالحها وسفاراتها في الدول العربية والإسلامية. في الوقت نفسه, خفف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس من حدة تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في القاهرة من قبل بعض المتظاهرين بأن مصر ليست حليفة للولايات المتحدة, مشيرا إلي أن المقصود هو ان الولاياتالمتحدة ليس لديها اتفاقية تحالف مع مصر.وأكد كارني أن الرئيس أوباما يعتبر مصر شريكا قديما ومقربا للولايات المتحدة. وأضاف خامنئي أن المشتبه بهم الرئيسيين وراء هذا الفيلم هم الحكومة الأمريكية والصهيونية وأظهر كراهيتهم العميقة للمد الاسلامي العالمي المستمر. وذكرت وكالة فارس للانباء أن قوات أمن إضافية انتشرت حول السفارة االسويسرية لتي ترعي المصالح الأمريكية في إيران منذ ان قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية. ومن برلين- مازن حسان: أعلنت الحكومة الألمانية عن تشديد الإجراءات الأمنية في مقارها الدبلوماسية في العديد من الدول العربية والإسلامية خوفا من تعرض عامليها أو بعثاتها لاعتداءات من قبل المحتجين المسلمين علي الفيلم الأمريكي المسئ للرسول, كما رفعت القوات الألمانية المتواجدة في أفغانستان من درجة إستعدادها الأمني. وأعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن قلقه علي البعثات الدبلوماسية الألمانية في الدول العربية, في الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الألمانية تشديد الإجراءات الأمنية في بعض السفارات في شمال إفريقيا. وأكد فيسترفيله تفهمه لمشاعر المسلمين الغاضبة في أرجاء العالم العربي والإسلامي, إلا أنه أعرب عن أسفه لخلط البعض في العالم العربي بين ما تقوم به قلة متعصبة وبين المواقف الرسمية الحكومية. وفي النمسا, كتب مصطفي عبدالله- من فيينا: أدان نائب المستشار النمساوي ووزير الخارجية شبندل إيجر بأشد العبارات الفيلم المسيء للرسول, معتبرا إياه جريمة وإهانة للدين الإسلامي علي حد وصفه, مضيفا أنه يمثل إختراقا فجا لكل القيم الإنسانية, كما أدان الهجمات التي وقعت علي مقار البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي خلال مظاهرات الاحتجاج علي الفيلم المسيئ والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدي ليبيا وثلاثة آخرين من الموظفين الأمريكيين حيث أعرب عن صدمته لما تطورت إليه الأحداث الأخيرة. وفي الأممالمتحدة, دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلي الهدوء في شمال افريقيا والشرق الاوسط بعد أن اثار فيلم يسيء الي الاسلام إحتجاجات عنيفة في أرجاء العالم العربي وهجوما أودي بحياة السفير الامريكي لدي ليبيا. وجدد بان كي مون, في بيان صحفي أمس, إدانته للهجوم علي القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي الليبية.وأضاف البيان أن الأمين العام يدين الفيلم المقيت الذي يبدو أنه استهدف عن عمد بث التعصب وإراقة الدماء, إلا أنه ليس هناك أي مبرر لأعمال القتل واستهداف مقر البعثات السفارات, مطالبا بالهدوء وضبط النفس وأكد ضرورة الحاجة للحوار والحترام المتبادل. في الوقت نفسه, أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الاعتداء علي مقار دبلوماسية أمريكية في عدة دول عربية وقد تواصلت الاحتجاجات أمس في بنجلاديش, حيث خرج عدة آلاف من المسلمين أمس في مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة بعد صلاة الجمعة في العاصمة دكا, أما في الهند, فقد طالب مفتي ولاية جامو وكشمير بشير الدين أحمد, المواطنين الأمريكيين مغادرة الولاية علي الفور في أعقاب الفيلم المثير للجدل الذي جرح مشاعر المسلمين.