كانت «أورام الثدى» كابوس يهدد مستقبل ملايين النساء وسط رحلة الحياة، ففى زحمه العمل والبحث عن لقمه العيش وتربية الأبناء وتعليمهم يغفل كثير من السيدات عن العناية بأنفسهم ومتابعه التطورات والتغيرات التى تحدث فى أجسامهن رغم أن شبح الإصابة بالمرض اللعين يطارد خيالهن كلما سمعن عن جارة أو قريبة أصيبت بالمرض. أورام الثدى تعد من أخطر أنواع الأورام التى تتعرض لها السيدات فى مصر، حيث تصل معدلات الإصابة الى 34%، إلا أن نسبة الشفاء من المرض تصل إلى لى 98% فى حالة والعلاج المبكرين . تتميز فرنسا بعلاج الأورام وحققت معدلات عالية فى الشفاء من المرض بفضل التقدم فى الكشف المبكر وتشخيص المرض . ومع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى للحملة القومية للكشف عن سرطان الثدى وإجراء مسح طبى على غرار حملة الكشف عن مرض «فيروس سى» والتى حققت نجاحا كبيرا، فهناك فرص كبيرة للتعاون بين مصر وفرنسا فى هذه الحملة من خلال توريد أجهزة الكشف والفحص المتقدمة والمساعدة فى تدريب الفنيين والممرضين وتقديم جميع أشكال المساعدة الفنية. وفى زيارة لمركز مجموعة لصناعة أجهزة الكشف عن أورام الثدى بالعاصمة الفرنسية باريس، كشفت بياتريس مارتان مسئول خط الإنتاج عن تخصيص 100 مليون يورو سنويا للبحث والتطوير فى مجال تشخيص أورام الثدى وكذلك علاج الجلطات وأمراض القلب فى محاولة للوصول إلى معدات طبية عالية الكفاءة تسمح بالكشف والعلاج دون تدخل جراحي، وأشارت إلى أن من أهم العلاجات الحديثة للأورام استخدام أجهزة تعمل على سد الأوعية الدموية التى تقوم بتغذية مما يزيد إمكانية العلاج بنسبة 97% وأضاف أن هذا الجهاز الجديد سيتم تصديره إلى مصر حيث تم التعاقد بالفعل مع بعض المستشفيات لشراء وتدريب الفنيين على استخدامه.كما تم تطوير أجهزة الفحص لتكون أكثر ملاءمة لراحة المرأة وتقليل الألم والشعور بملمس أكثر نعومة ودقة عند ملامسة جسد السيدة التى سيتم فحصها. وإلى جانب الاهتمام بالبحث العلمى والتطوير تولى المجموعة تركيزا كبيرا على الجوانب المحيطة بعملية الفحص والكشف التى تمثل عبأ نفسيا كبيرا على كل سيدة تضطر إلى الخضوع لفحص «الماموجرام» الخاص بالكشف عن أورام الثدى ونظرا لهذه الضغوط النفسية ومشاعر القلق والاضطراب الفحص فقد أظهرت الأبحاث تدنى نسب السيدات المشاركات فى الفحص المجانى لأورام الثدى فى فرنسا الى 50% من اجمالى عددهن فى 2017 بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 85% فى عام 2018 بعد تطوير بيئة العمل والظروف التى يتم إجراء الفحص فيها لتكون أكثر راحة وشعورا بالأمان. وقالت «مارى ماشوك» رئيسة مركز التصميم بالمجموعة أن الدراسات أثبتت أن الحالة النفسية للسيدة التى تقوم بفحص الماموجرام تؤثر بشكل كبير على نجاح الأشعة والقدرة على التشخيص، لذلك اتجهت المراكز الطبية للفحص إلى تهيئة قاعة انتظار الفحص وتجهيزها بشكل مريح من خلال استخدام درجات اللون الأزرق والاعتماد على الإضاءة البيضاء التى تكون اقرب إلى ضوء النهار إلى جانب تجهيز قاعة الانتظار بالسماعات لاذاعة الموسيقى الهادئة والمريحة للأعصاب بالإضافة إلى وضع المعطرات التى تزيل جو التوتر وتجعل السيدة تشعر أنها ليست فى مركز طبى تنبعث منه روائح المطهرات والدواء إلى جانب استخدام المقاعد المريحة والتى تساعد على الاسترخاء.كما يتم تدريب الفنيين الذين يتعاملون مع السيدات ويساعدوهن فى عملية الفحص على كيفية الحديث وتهيئتهن نفسيا للفحص وكذلك تنبيهن بشكل سلس لإجراءات الفحص واحتمال شعورهن ببعض الألم أثناء الفحص ومساعدتهن على تخطى الفحص بسلاسة وتجاوز هذه التجربة دون أن تترك آثار نفسية تمنع السيدة من تكراره الفحص . وفيما يتعلق بحملة الكشف عن أورام الثدى التى أطلقتها مصر فى نهاية مارس الماضى أشارت لورا هرنانذيز خبيرة جهاز «الماموجرام» إلى أن المجموعة تدعم هذه الحملة وبالفعل تم إجراء اتصالات مع الجانب المصرى بشأنها والتفاوض حول توريد بعض الأجهزة الحديثة للفحص والكشف، مضيفه إلى أن المجموعة قامت فى حملة سابقة بتوريد 4 أجهزة. وقالت ان مصر لديها خبراء وأطباء على درجة عالية من الكفاءة فى هذا المجال ومنهم الدكتورة مها هلال رئيسة مركز الأورام فى مصر والتى تعتبر أول سيدة تستخدم مادة صبغيه يتم حقنها قبل إجراء فحص الماموجرام تساعد على زيادة القدرة على اكتشاف الأورام السرطانية وبالفعل تم اكتشاف حوالى 4000 حالة بهذه الطريقة ويتم استضافتها الدكتورة سنويا فى باريس لإلقاء محاضرات حول هذا الأسلوب الجديد فى التشخيص والكشف. وأشارت إلى أهمية دور الإعلام فى نجاح حملات الكشف عن الأورام من خلال التوعية والتعريف بأهمية الكشف وطمأنه السيدات من عدم وجود خطورة من هذا الفحص والتركيز على أهمية الكشف المبكر فى العلاج والشفاء.