ما نتعرض له سنويا من هجمة أعمال الدراما التليفزيونية مضفرة بحملة إعلانية شرسة باتت تستوجب وقفة أكثر موضوعية وحسما . فرمضان لا يأتى فجأة كى لا تكتمل معظم الأعمال إلا مع نهاية الشهر، وبالتالى لا تكون هناك إمكانية لمتابعة اللجنة المختصة لهذه الأعمال وتقدم ملاحظاتها لاحقا بعد العرض، فما جدوى وضع أسس ومعايير لا يتم الالتزام بها، لتنذر لاحقا منتجيها أو قنوات إذاعتها؟ قبل بدء الشهر الكريم قيل إنه تم تنظيم مسألة المساحات الإعلانية التى تنتهك الدراما بصورة مرفوضة تماما وبحت الأصوات فى المطالبة بذلك، لكن يبدو أن سطوة مال الإعلان هى المتحكمة، وهذا لابد أن يعاد النظر فيه وبحسم، فهذا التغول مرفوض منا كمشاهدين. ولماذا تكون معظم إعلاناتنا راقصة أو عنيفة؟ مضمون رسائل الإعلان يجانبه التوفيق ويغرس مفاهيم وقيما مرفوضة، فمثلا لا أفهم لماذا تصيح الجدة فى حفيدها حين يطلب شراء وجبة، وتتباكى على زمن سابق، ليسقط بعنف فوق رأسها السقف وتصل الوجبة التى يطلبها الحفيد، فيسعد ويجلس ليأكلها رغم ما تعرضت له الجدة. ماهى القيمة التى نغرسها فى المشاهد: عصبية الجدة، إقبال على الوجبات الجاهزة التى تدمرنا كبارا وصغارا، ويحذر منها الأطباء، فى الوقت الذى تتكبد فيه الدولة نفقات حملات صحية لعلاج السمنة والسكر وفقر الدم؟! وكما منعت إعلانات السجائر يجب إعادة النظر فى إعلانات الأغذية، وكذلك مضمون الدراما. لقد أصبح المال هو المتحكم، وتراجعت للأسف القيم والمعايير الأدبية والأخلاقية، وكأنما تضع جهات الإعلام المعنية القواعد واللوائح لتنتهك وليس لتطبق، فما الفائدة منها إذن؟ هذا لا يحل أى مشكلة ويذكرنا بالمثل: ودن من طين وودن من عجين!. لمزيد من مقالات إيناس نور