كعادته فى المشاركة فى الاحتفال بأهم المناسبات والأحداث بالعالمين العربى والإسلامي، تحول جوجل بشعاراته من «محرك البحث» الأشهر عالميا إلى أحد أهم مصادر الأخبار التى لا يمكن لمتصفحى شبكة الإنترنت الدولية أن يتجاهلوه. «الدودل»، ذلك المسمى المستخدم فى الإشارة إلى التغييرات الإبداعية والفنية التى تضاف من حين إلى آخر على شعار «جوجل»، للاحتفاء بأهم الأعياد والأحداث وشخصيات غالبا ما تكون مجهولة بالنسبة لشباب الإنترنت رغم أنها وثيقة الصلة بتاريخ وثقافة شعوبهم. لكن الطريف أن ال «دودلز» بدأت كمجرد مزحة لا أكثر، ففى عام 1998، عبث مؤسسا «جوجل» لارى بيج وسيرجى براين بشعار الموقع الشهير على سبيل المزاح، وللإشارة إلى أنهما غادرا العمل للمشاركة بمهرجان «بيرنينج مان» الإبداعى بصحراء نيفادا الأمريكية. وجاء رد فعل المستخدمين أكثر من إيجابي، مما شجع رجال «جوجل» على تحويل المزحة إلى طقس ثابت بدءا من عام 2000. زين المصري، مديرة تسويق شركة «جوجل» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قالت ل«الاهرام» إن أحداث ال «دودلز»، تناولت أبرز الأحداث والشخصيات بالنسبة للتاريخ والثقافة المصرية، وكانت «جوجل» قد احتفت مؤخرا بالذكرى ال 95 لميلاد الفنانة والناشطة فى مجال حقوق النساء إنجى أفلاطون، ومن قبلها كان هناك احتفاء بالشاعرة الرائدة جميلة العلايلي. ففى كل الأحوال، كانت ال «دودلز» وسيلة مثالية للتذكير بهذه الشخصيات الرائدة، وتعريف من لا يعرف بتأثيرها على الحضارة المصرية. وكشفت زين كيفية تحديد الأحداث التى يحتفى بها الشعار الأشهر حاليا عبر شبكة «الإنترنت». فأوضحت أن صناعة ال «دودلز» عبارة عن عملية متواصلة يشارك بها فريق المعدين والفنانين الذين يطلق عليهم ال «دودلزر»، الذين يجتمعون بشكل منتظم لتبادل الآراء وتحديد الأحداث الرئيسية على مستوى العالم، وتؤكد أن فريق ال «دودلزر» يتلقى يوميا عبر هذا العنوان «[email protected]» الإلكترونى مئات المقترحات. وفى ردها على سؤال حول عملية اختيار أفكار ال «دودلز» بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط تحديدا، أوضحت: «أن هناك حرصا على إبداع دودلز مخصوصة من أجل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على أن تراعى المعايير نفسها المتبعة إجمالا، من التنوع بالاحتفاء بالعطلات المختلفة والأحداث التاريخية، بالإضافة إلى الشخصيات الأكثر تأثيرا، لكن هناك اعتبار إضافيا يتم مراعاته، هو الحرص على مبدأ التمثيل المتساوى ما بين شخصيات الذكور والإناث، ف 50% من ال «دودلز» التى تم إنتاجها للمنطقة خلال السنوات الأربع الأخيرة كانت لشخصيات نسائية. وأوضحت «أن السمات الفنية تقع على عاتق فريق متكامل من الفنانين والمهندسين، فى وضع الفكرة وتطويرها وتحديد التفاصيل التى تعكس الثقافة المحلية لكل دولة، ويظهر هذا التعاون ومراعاة خصوصية الشخصيات والثقافات فى نماذج مثل ال «دودلز» الذى تم إنتاجه من أجل الاحتفاء بالممثل والكوميدى الأسطورى فؤاد المهندس، حيث حرصنا على عكس مفردات تجربته الفنية»، وضربت مثالا آخر بال «دودلز» الخاص بالفنانة المصرية تحية حليم التى بلغت ذروة عملها الإبداعى فى الستينيات، وحرصت فى لوحاتها على تصوير مشاهد مصرية غلبت عليها عناصر النيل والقوارب والملامح النوبية. وبسؤال المصرى حول إمكانية تكرار إحدى ال «دودلز» من عام إلى آخر، أكدت أن سياسة «جوجل» تقوم على عدم التكرار، وحول تفاعل جمهور الشرق الأوسط قالت: «إيجابية للغاية»، وتحكي: «أن بعض المستخدمين يتواصلون مع «جوجل» بمزيد من المعلومات حول الحدث أو الشخصية التى يتم الاحتفاء بها، وفى بعض الحالات يصل منهم صور ومقاطع فيديو أو حتى قصاصات جرائد حول موضوع ال «دودلز» الجديد، مما يسهم أكثر فى تحقيق المرح والتثقيف.