الفلامنكو لون من فنون الأداء الحركى بالجسم أو بجزء منه على إيقاع مستمر، أو بالأحرى هو استعراض راقص اشتهر به الفولكلورالإسبانى، ترتدى الفتيات عند أدائه فساتين مكرنشة لها ذيل، وفى الوقت الذى أشاد فيه البعض برقصة الفلامنكو, أبدى بعضهم الآخر دهشتهم لمعرفة مغزى تلك الحركات الفلامنكية وما إذا كانت تعبيرا عن فرحة غامرة، أم أنها تأهب لبدء معركة! سيما وأن الفلامنكو رقصة تجمع بين حس مرهف تلمسه حينما يلحن راقصوه جزءا من إيقاعها بدك الأرض بكعوب أحذيتهم دكا، وبين عنف حركى تتمدد معه أوتار أعصابك عند تحول نعومة حركاتها وبشكل مفاجئ للخشونة! ثمة أمور فى حياتك اليومية تصطدم بها وتترك انطباعا يشبه ما تحدثه رقصة الفلامنكو من قبول وعزوف، منها تلك البرامج التى تطل عليك بين حين وآخر عبر شاشة الفضائيات، ويزعم مقدموها أنهم أطباء، بينما هم يروجون لمنتجات مثل الكريم ودهانات مصنعة من خليط الأعشاب، لعلاج أمراض العظام كفقرات الظهر والرقبة والركبة أيضا، بينما يعلن آخرون من هؤلاء المزعومين عن مسميات لغذاء العسل مدعين أنه بمواصفات طبية، وبالطبع يهرول زبائنهم من البسطاء للاتصال بالأرقام المعلنة لشراء المنتج مضافا إليه مصاريف الشحن، ولا أحد يدرى من الشاحن والمشحون. وتكتشف على طريقة الفلامنكو أنك بصدد ابتكار محلى يجمع بين بصيص الأمل وأنين المجهول! ولولا أن بدت فى الأفق نافذة مشرقة أعلنها الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، مفادها البدء فى تنفيذ ضوابط جديدة لمزاولة المهن المرتبطة بحياة البشر، لتزايدت أعداد البسطاء فى عالم المجهول، وبحق تلك هى الأنباء السارة، ولو تسارعت وتيرة تطبيقها فسيدفعنى ذلك لأن أردد متفائلا مقولة «والله زمان». لمزيد من مقالات ياسر مهران