خلال سنواتها الأخيرة، تحولت الأميرة الراحلة ديانا إلى صداع فى رأس حزب المحافظين البريطانى الحاكم لدرجة جعلت أحد نوابه بالبرلمان يصفها بأنها «مدفع سايب» يطلق ذخيرته فى كل اتجاه دون تمييز. وللأسف الشديد، أصبحت النائبة الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكى إلهان عمر حالة مماثلة جعلتها عبئا على نفسها وحزبها وعلى المهاجرين المسلمين الذين تنتمى إليهم. إلهان الصومالية الأصل «37 عاما» هربت وأسرتها من الحرب الأهلية ببلادها، وقضت 4 سنوات فى معسكر لاجئين بكينيا وهاجرت لأمريكا عام 1995، ثم توجت مسيرتها السياسية بانتخابها والفلسطينية الأصل رشيدة طليب كأول مسلمتين فى الكونجرس نوفمبر الماضي. ومنذ نجاحها، وهى تدخل فى مشكلة دون أن تخرج من سابقتها، وشغلت نفسها بخطاب سياسى حاد اضطرها للاعتذار بعد تورطها فى تصريحات ضد مؤيدين لإسرائيل بالكونجرس، كما جرى استخدامها لمهاجمة دول عربية لمصلحة أخري. الهفوة الكبري، جاءت، عندما قالت: إن بعض الأشخاص فعلوا شيئا، قاصدة الارهابيين الذين ارتكبوا تفجيرات 11 سبتمبر 2001. وبعدها أقام اليمين الأمريكى الدنيا ولم يقعدها ضدها واتهمها بالاستهانة بأرواح الضحايا، ووصفها ترامب بأقذع الصفات وأنها خارج السيطرة، الأمر الذى جلب عليها تهديدات عديدة بالقتل. والمحصلة أنها- رغم موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية وللمهاجرين والمدافع عن الإسلام- أصبحت أداة يستخدمها اليمين المتطرف لإثبات صحة ما يقوله حول خطر المهاجرين. فقد اتهمها بنكران جميل أمريكا التى جعلتها نائبة برلمانية، وهاجم بسببها الحزب الديمقراطى الذى لم يعد حزب المعتدلين بل رهينة لليسار المتطرف الكاره لأمريكا، حسب ادعائهم. أما استغلال اليمين هفوات إلهان ضد المهاجرين والمسلمين فحدث ولا حرج.. خطابات متخمة بالكراهية والعنصرية والتحريض ضدهم. النقطة الإيجابية الوحيدة أن الديمقراطيين وقفوا إلى جانبها ونددوا بكلمات ترامب وأنصاره، لكنهم يدركون جيدا أن انفلات إلهان سياسيا وتسرعها قد يكلفهم الكثير، وبالتالى قد ينقلبون عليها مستقبلا. نضج إلهان مطلوب كى تتحول حالتها لظاهرة، ويكون بالكونجرس أكثر من إلهان ومن رشيدة، يدافعون عن العرب والمسلمين والمهاجرين بدلا من الاعتماد على شركات علاقات عامة لا تؤمن بقضايانا بل هدفها المال فقط. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام