الحقائق والوثائق التاريخية تكشف أن الحقبة العثمانية الاستعمارية شهدت مجازر وإبادة جماعية وإخفاء وتهجيرا قسريا وتفكيكا وتدميرا وسرقات ونهبا فى الدول التى استعمرها أجداد الطاغية أردوغان، فعلوا هذا فى مصر، وروى الكثير من المؤرخين عدة جرائم نفذها الطغاة العثمانيون فاستشهد 10 آلاف مصرى فى يوم واحد على يد الطاغية العثمانلي، وعذبوا الناس فى الشوارع وهدموا البيوت ودور العبادة، والمجاهرة بالإفطار فى شهر رمضان وكان معظم هؤلاء الغزاة لا يصومون، بل يشربون الخمور وهم يتجولون فى الشوارع والأسواق، وروى ابن إياس أن «الغزاة نهبوا الذهب والفضة والتحف والنحاس وحتى الرخام الفاخر سرقوه من القلعة، ونقل سليم الأول العمال المهرة المدربين من مصر إلى اسطنبول مما أدى لتوقف 50 حرفة». عندما تظهر الحقائق هذه لا يستطيع أحد أن يشكك فى التاريخ الأصلى لأجداد الديكتاتور حاكم تركيا المارقة، التى طغت فى البلاد وعذبت وقتلت وأبادت العباد، فى كل موطئ قدم لتركى لا تجد سوى الخراب والنهب، هذا هو تاريخهم الحقيقى، وسار عليه الطاغية الحاكم فى أنقرة فى العصر الحديث، فالعالم يحيى الأسبوع المقبل وتحديدا يوم 24 ابريل ذكرى الإبادة الأكبر فى تاريخ الإنسانية عندما جرى إبادة نحو مليون ونصف المليون أرمنى قبل 104 سنوات وتحديدا فى ابريل 1915 على يد جدود أردوغان، فارتكبوا المجازر فى الشوارع وعلقوا المشانق وأبادوا شعب دولة بأكمله حتى النساء والأطفال والشيوخ لم يسلموا من الدولة المارقة، تعرضت النساء للاغتصاب وترحيلهن وتهجيرهن قسرا عن أراضيهن، إنها أكبر جريمة إبادة يتعرض لها شعب كامل، وهناك 29 دولة تعترف رسميا بهذه الإبادة، والتى يجب أن تحتل أولوية من المدافعين عن حقوق الإنسان والدول الديمقراطية لكى تحاسب الدولة المارقة على جرائم الإبادة وتدفع تركيا تعويضات للشعب الأرمنى نظير الاضطهاد وأعمال القتل والاختفاء القسرى والمجازر التى ارتكبت بحق أجدادهم على يد أجداد الطاغى العثمانى أردوغان، ولا يمكن لأحد حاليا أن يشكك فى حقيقة هذه الإبادة التاريخية للأرمن وما حدث وقت الاحتلال العثمانى من جرائم قتل وسرقات وما حدث فى المدينةالمنورة وقيام فخر الدين باشا بسرقة المسجد النبوى الشريف ونقل مقتنياته إلى اسطنبول. ما قام به المستعمر العثمانى كان هو الدرس الأول لعصابة تنظيم داعش الإرهابي، فقطع الرءوس والفظائع التى نفذها «داعش» السنوات الماضية تعلمها من العثمانيين الذين كانوا يقطعون رءوس الناس فى الشوارع، وليس غريبا أن نجد هذا التعاون والتنسيق بين النظام التركى المارق وعصابة داعش الإرهابية فالحقائق التى يعرفها العالم توثق الانتقال والتنسيق بين النظام التركى وداعش الذى أصبح يستخدم كورقة سياسية فى يد أردوغان. لماذا يحتضن أردوغان الارهابيين ويوفر لهم الغطاء السياسى والاعلامى ويدافع عنهم؟! هذا سؤال يطرح عبر الإعلام المهنى والمحايد، والاجابة ببساطة أن كل الجماعات الإرهابية ومنها على سبيل المثال: الإخوان، القاعدة، داعش، طالبان، فجر ليبيا، الجبهة السلفية، مدعومون من النظام التركى ومرتبطون مباشرة بجهاز الاستخبارات التركي، فهذه الجماعات تأخذ أوامرها مباشرة من مخابرات أردوغان، فالتنسيق على أعلى مستوى بين العناصر الإرهابية والمخابرات التركية ووسائل الإعلام التى تعد الأذرع المباشرة لنقل رسائل هذه الجماعات، خاصة شبكة قنوات الجزيرة والعربى ومكملين والشرق، وهذه المجموعة وأبواقها الإعلامية تنفذ الأوامر التى تأتيها من عملاء مخابرات أردوغان، وهم الذين ينقلون لهذه القنوات فيديوهات العمليات الإرهابية التى ينفذونها فى مصر وليبيا وغيرهما، كما توجد عناصر إرهابية داخل تلك الأبواق الإعلامية لمراقبة ما يبث عبر شاشاتها، فمن المستحيل أن تجد فى هذه الأذرع الإعلامية نقدا أو فضحا لجرائم تلك التنظيمات الإرهابية أو قيام أى من عملاء المخابرات التركية من مقدمى برامج هذه القنوات بإدانة عمل إرهابى يقع فى مصر أو خارجها، بل هناك من يشيد بهذه العمليات التى تستهدف الدولة المصرية ومؤسساتها ورجالها. علاقة الطاغية أردوغان بالإرهاب وشبكاته تجعل من تركيا دولة مارقة، وحاكمها يجب محاكمته كمجرم حرب وكقاتل مأجور. لمزيد من مقالات أحمد موسى