أخيرا وصلنا إلى سباق الأمتار العشرة الأخيرة فى ماراثون استحقاق الدستور بعد عدة أسابيع طويلة فى النقاش والحوار المجتمعى المثمر الذى شارك فيه ممثلو نخب وفئات المجتمع المصرى بكل ألوان الطيف السياسى والإعلامى والاقتصادى ورجالات القانون والفقه الدستورى وأساتذة الجامعات وجمعيات ومؤسسات المجتمع المصرى على مدى ست جلسات موسعة طرحت خلالها خلاصات الأفكار والرؤى وعديد المقترحات والتصورات من أجل صياغات ضابطة لمجمل المواد المقترحة واللازمة لمواد الدستور الحاكمة، والتى تتماشى وتتطلبها طبيعة المرحلة الحاسمة والضاغطة فى قادم الأيام فى تاريخ مصر. أعلم أن اليوم ستكون هناك ساعات حاسمة فى تاريخ المصريين عندما يقول أعضاء مجلس النواب كلمتهم النهائية والأخيرة ويقرون نهائيا مجمل المواد الدستورية المطلوب تعديلها حيث كلها مواد عاجلة وضرورية يحتم الواقع ومستقبل هذا الوطن التعاطى معها بإيجابية اليوم قبل الغد، وإن كانت كل المواد الجديدة ضرورية وملحة إلا أن مقتضيات المادة 140 الخاصة بمادة فترة وسنوات منصب رئيس الجمهورية تهم الجميع فى مصر وتدعونا الحاجة إلى التمسك بها فى صورتها الجديدة لتصبح ست سنوات وهذا هو عين العقل والصواب ليتيح مزيدا من الوقت أمام صانع القرار للتطبيق الأمين والكامل لخططه الإصلاحية وتمكين مشروعه العصرى من التنفيذ على أرض الواقع خلال دورتين مع إضافة فترة انتقالية واحدة إذا أقرها البرلمان اليوم. حيث يعلم القاصى والدانى عن تجربة واقعية أن فترة السنوات الأربع غير كافية ولا تلبى طموحات رئيس دولة مثل السيسى يتمتع بكل هذه الحيوية والديناميكية ويملك مقاربات النجاح لمصر فى هذه الفترة، خاصة أن طموحه أوسع وأكبر حيث يملك الرؤية والإرادة والمؤهلات والمقومات لبناء مصر الكبرى العصرية بدليل ما تحقق وأنجز على كامل ربوع الوطن، وأصبح يغطى سماءه فى أقل من خمسة أعوام حتى الآن. وبالتالى ففى كل الأحوال وأيا كانت الصيغة التى سيتم التوصل إليها مساء اليوم من قبل مجلس النواب مع إضافة سنوات المدة الرئاسية لشخص رئيس الجمهورية سيكون أمرا جيدا وإيجابيا ومحمودا سيكون له أكبر الأثر فى ضمان استمرار ثورة التصحيح والبناء والتعمير واستكمال وضع أقدام هذا الوطن على الطريق الصحيح ليبقى المشهد الأخير فى الفصل الأخير من هذه التعديلات وهو اخطار رئيس الجمهورية بهذه التعديلات وإرسالها إلى اللجنة الوطنية للانتخابات لتحديد الموعد المرتقب للاستفتاء والذى يتوقع الجميع أن تكون أيامه الثلاثة المقررة الاسبوع المقبل حيث الفرصة متاحة ومواتية أمام الجميع فى مصر للمشاركة بإيجابية وحضور طاغ فى عرس هذا الاستفتاء سواء بالقبول أو الرفض ليقول كل كلمته ورأيه ويحدد موقفه بإيجابية ومشاركة فعالة بلا سلبية وقطعا للطريق على بعض المزايدين والمأجورين من الخارج من نفر من المصريين ضرب الحقد والعمالة والكيدية والثأرية من مصر ورئيسها ونجاحاتها حاليا عقولهم وقلوبهم. منطق الأمور فى مصر حاليا وفى ضوء ما يتحقق على أرضها من نجاحات ومنجزات وحقائق تتكرس وإنجازات تقام مع كل طلعة نهار وضوء شمس تدعونا إلى المشاركة وتدفعنا بإيجابية إلى المشاركة والحضور إلى صناديق الاقتراع ليقول ويختار كل مصرى بعد تحكيم العقل وإعماله والتفكير جليا بنظرات إيجابية يملؤها الأمل والتفاؤل والمقارنات الواعية أين كنا قبل ثورة 30 يونيو ووصول الرئيس السيسى إلى قصر الاتحادية؟ وكيف أصبحنا الآن؟ حيث العودة إلى الذاكرة فى مثل هذه المقارنات تسعف أحيانا حيث صراحة القول تقتضى ودون مزايدة فى الإفصاح عن حجم النجاح الذى تحقق تدعونا إلى الحضور والمشاركة ولسان حال كل مصرى يعتزم القول والعزم والاختيار ليقول نعم دون إملاءات أو ضغوط لكل هذه التعديلات الدستورية حيث مازلنا ينتظرنا الكثير من النجاح ويعوزنا الوقت لاستكمال بناء خريطة طريق النجاح لهذا الوطن. خاصة أن تجربة السنوات الخمس الماضية وما تحقق لها من نجاحات غير مسبوقة وتلامس عنان السماء فى مصر حاليا خير شاهد، وبرهان دليل ان قادم الأيام بفضل هذه القيادة الحالية لمصر وبتلك الرجال والنماذج فى مواقع الحكومة ومؤسسات الدولة التى تساعده وتنفذ وتطبق ما يرسمه ويخططه ويتابعه لهذا الوطن على مدى الساعة سيحمل الكثير والمزيد من النجاحات فى مشروعات البنية التحتية وإعداد المدن الجديدة التى تجاوزت أربع عشرة مدينة وكذلك فى الطرق والاسكان والقضاء على العشوائيات وصروح التعليم وتطويره ناهيك عن برامج الصحة ومشروع مائة مليون صحة، وما تحقق حتى الآن فى مشروع علاج فيروس C، إضافة إلى الطرق والكبارى والأنفاق والعاصمة الإدارية والعلمين وإقامة الحياة العصرية لكل المصريين. وبالتالى لكل هذا وغيره سيقول المصريون ويتعاطون إيجابيا مع الاستفتاء لأجل مستقبل هذا الوطن وحاضر أبنائهم والقادم الأفضل لأحفادهم واستكمال بناء هذه الدولة المصرية لتصبح أكثر وأكثر الرقم الصعب فى معادلة إقليم الشرق الأوسط والأكثر نفوذا وحضورا بين دوله وصواعقه. أما الذين يدعون ويقرعون طبول المقاطعة والرفض فأقول لهم لا تسيروا بنا إلى المجهول وأن هذا بلد لن يكون يوما لدعاة التخريب والتفجيرات والانتهازيين وأصحاب ثقافة الموت واختطافه من قبل فرق الموت الجوال ومنصات الإرهاب والارهابيين بل بلد للنجاح والرقى والنماء والعيش فى منعة ورفاه حيث بات الجراح المصرى وصانع القرار السياسى بارعا فى إحداث التغيير والتحديث وطارد الكوابيس الأزمات التى نالت منا لسنوات ودفع البلاد إلى الاستقرار ونظام سياسى متماسك ووضعها على طريق التنمية الشاملة والنجاح وبناء دولة القانون ومجتمع متضامن متماسك. أما هؤلاء الرافضون ودعاة الفوضى والتحريض الرخيص عن الذهاب إلى الاستفتاء وأصحاب الدعوات الخبيثة فأقول لكل واحد منهم لا مكان لك بيننا فى مصر، وعليك أن تذهب للإقامة فى مخيمات الموت على الحدود، أو فى دول المنافى تلك المخيمات التى كنتم تريدونها لنا بعد تخريب وتهديم وتفكيك الدولة المصرية لمصلحة جماعات الإرهاب والفوضى وأنصار ثقافة الموت والدمار. لمزيد من مقالات أشرف العشرى