تدرس السلطات النمساوية حلّ حركة «الهوية» اليمينية المتطرفة عقب ثبوت تلقى زعيمها تبرعات من سفاح نيوزيلندا المتهم بقتل 50 شخصا فى مسجدين بمدينة كرايست تشيرش قبل أسبوعين. وقال المستشار النمساوى سيباستيان كورتس ، عقب اجتماع لمجلس الوزراء، ليس هناك « أى تسامح مع الأيديولوجيات الخطيرة، بصرف النظر عن مصدرها»، مضيفا:«لا نفرق بين أى نوع من التشدد، ولا يمكن السماح لشئ مثل هذا فى بلدنا ومجتمعنا»، مضيفا أن بلاده ستطبق «القوة الكاملة للقانون». ووفقا لما ذكرته هيئة الإدعاء النمساوية، فإن المتهم بتنفيذ هجوم مدينة كرايست تشيرش تبرع بمبلغ 1500 يورو مطلع العام الماضى ل «حركة أصحاب الهوية» فى النمسا، موضحة أنه عثر على ما يفيد تلقى زعيم الحركة مارتين سيلنر للتمويل لدى قيام الشرطة بتفتيش منزله، على خلفية الاشتباه فى مشاركته فى تنظيم إرهابى، لكن المتحدث باسم الحركة نفى تلك الاتهامات. وقال سيلنر إن علاقته بمنفذ الهجوم لا تتخطى كون الحركة تلقت أموال التبرع، وتم الرد عليه برسالة الشكر الإلكترونية المعتادة. ولم يرسل منفذ الهجوم المزعوم رسالة لشرح سبب تبرعه. وأضاف سيلنر «لقد سألت جميع أعضاء الحركة، ولم ير أحد وجهه»، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن يتم حل الحركة. من جانبه، سعى هاينتس كريستيان شتراخه نائب المستشار النمساوى وزعيم حزب الحرية اليمينية المتطرفة للنأى بنفسه عن الحركة، قائلا إن «حزب الحرية لا علاقة له بحركة الهوية»، مشددًا على أنه لا يتم السماح لمسئولى حزب الحرية بالعمل مع الحركة. يذكر أن شتراخه شارك من قبل عبر مواقع التواصل الاجتماعى بمقطع فيديو ل «حركة أصحاب الهوية»، مشيدا ب «النشاط السلمى» للحركة، فضلا عن ظهور أفراد الحركة أكثر من مرة فى فعاليات حزب الحرية. ودافع شتراخه عن نفسه بالقول إن الحركة كانت تتصرف فى السابق كحركة شبابية مناهضة لليسار السياسى، مضيفا أن «هؤلاء الذين لا يتبعون روح القانون لابد أن يواجهوا عواقب». يشار إلى أن حركة الهوية اليمينية المتطرفة تعارض «الهجرة الجماعية العشوائية» إلى أوروبا، خاصة هجرة اللاجئين القادمين من دول ذات خلفية إسلامية. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مكتب ولى ولى العهد البريطانى الأمير ويليام إنه سيزور نيوزيلندا الشهر المقبل لتأبين ضحايا كرايست تشيرش، نيابة عن جدته الملكة إليزابيث 92 عاما بموجب طلب من رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن. من جانبها، حظرت شركة «فيسبوك» تمجيد ودعم وتمثيل التعصب القومى للبيض والنزعة الانفصالية لهم على منصتها للتواصل الاجتماعى، فى خطوة لقيت قبولا متحفظا من جانب نيوزيلندا التى نددت ببث مذبحة كريست تشيرش على الهواء مباشرة. وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن إن المواد التى شملها الحظر الجديد كان يجب أن تكون محظورة بالفعل بموجب قواعد فيسبوك المناهضة لخطاب الكراهية. وأكدت فى مؤتمر صحفى» أنا سعيدة لرؤيتهم يأخذون تلك الخطوة، لكن أعتقد أن هناك حوارا يجب أن يجرى مع المجتمع الدولى حول ما إذا كان ما تم عمله كافيا أم لا».