كان تقديم عرض مصرى للعرائس المائية فى حمام سباحة أشبه بروايات الخيال العلمى بعيدة المنال، ولكن ما حدث أن المخرجة الشابة مى مهاب استطاعت عام 2016 وبعد معاناة عامين فى مصر وفيتنام صاحبة أسرار هذا الفن، وتعرضها للهجوم والتحقيقات ومن قبلها الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح آنذاك.. أن تقدم عرض إيزيس وأوزوريس كأول عمل مصرى للعرائس المائية وتحقق به نجاحا كبيرا.. ولكن بعد عدة ليال توقف العرض بسبب عدم توفر حمام سباحة دائم يسمح باستمرار هذا الفن. اليوم تجددت الآمال من جديد بعد مشاركة العرض فى احتفالات فيتنام بمرور 55 عاما على العلاقات الدبلوماسية مع مصر.. وهى مشاركة قالت عنها مى: كان الهدف الأساسى من تقديم العرض هناك هو الحصول على رخصة أو اعتراف رسمى بأن فرقة العرائس المائية المصرية هى أول فرقة مصرية تقدم هذا الفن بعد فيتنام صاحبة هذا النوع بعد أن كانوا يرفضون مشاركة أحد فيه باعتباره من أسرارهم القومية.. وهو ما حدث بحمد الله.. وبالفعل عرضنا على مسرح فيتنام القومى بعد بروفات استمرت ليلة كاملة بلا نوم بسبب انشغال المسرح بعروض طوال اليوم.. وواصلت: خضت معارك كثيرة لإقناع الجميع بفكرتى حتى وصلت لهذا اليوم.. بدءا من تفكيرى فيها خلال تحضيرى لرسالة الماجستير عن هذا الموضوع وتواصلى مع فنانيه فى فيتنام وتقوية العلاقات الإنسانية معهم قبل أن أكشف عن نيتى الحقيقية فى نقل العرائس المائية إلى مصر، ومرورا بإيمان رئيس البيت الفنى وقتها فتوح أحمد بالفكرة ووقوفه وراءها للدرجة التى تجعلنى أعتبره الأب الروحى للمشروع بسبب ما تعرض له من هجوم وتحقيقات رسمية ولكنه لم ييأس حتى تم عرض أول ليلة فى حمام سباحة مركز شباب الجزيرة.. ووصولا إلى إسماعيل مختار الرئيس الحالى للبيت الفنى للمسرح بالفكرة وتأسيسه لشعبة باسم العرائس المائية تحت قيادة محمد نور مدير فرقة مسرح العرائس، ثم دعم د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة للمشروع ومرافقة المبدع خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى لنا خلال الرحلة للوقوف على كيفية تنفيذ المشروع فى مصر بعمل ورش ومؤتمرات بيننا وبين الفنانين الفيتناميين هناك فى المسرح المائى الخاص بهم.. وقد تكلل هذا باقتراح إقامة عمل مصرى فيتنامى. وفى فيتنام لم يكن البوح بأسرار فنهم سهلا فقد تعرضت مى وفنان العرائس الأشهر هناك ويدعى اتشورو لهجوم عنيف بسبب ما اعتبره شيوخ مهنتهم خروجا على التقاليد، ومازال هذا الهجوم مستمرا إلى اليوم حتى أنه تم إلغاء مشاركة مى مهاب فى لجنة تحكيم مهرجان للعرائس هناك بعد تواصل بعض فنانيهم مع مديرة مسرح فيتنام القومى ورئيس المهرجان لمنع مشاركتها باعتبارها استمرارا للخروج عن تقاليدهم.. كل هذا يؤكد لنا أن ما فعلته تلك المخرجة حدث مهم ينبغى أن نقف وراءه وندعمه بإنشاء حمام سباحة ليكون مسرحا ثابتا للعرائس المائية المصرية ولنبدأ بدراسة مقترح الفنانة وفاء الحكيم مدير فرقة مسرح الشمس من توفر مكان يصلح لإنشاء هذا الحمام فى مسرحها.