تمثل علاقات مصر مع الشقيقة والجارة السودان علاقات تاريخية بالمعنى الحرفى للكلمة تربط بين الشعبين بعرى من الصعب العبث بها، ويعد أمن واستقرار السودان خطا أحمر للأمن القومى المصرى، لأنه يصب بشكل مباشر فى أمن واستقرار مصر والعكس صحيح، كما قال وزير الخارجية سامح شكرى، وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسى دعم مصر لأمن واستقرار السودان، باعتباره امتدادا للأمن القومى المصرى خلال استقباله أمس الأول الفريق أول عوض بن عوف النائب الأول للرئيس السودانى ووزير الدفاع والفريق أول صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنية السودانى. وإذا كان من حق الشعب السودانى أن يتظاهر ويخرج فى مسيرات احتجاجا على ارتفاع الأسعار أو غيرها، فإن من المهم أن يكون على وعى كامل بكل المخططات والمؤامرات التى تحاك بهدف تفتيت الدول العربية، وتقسيمها، وإشاعة الفوضى فيها.. ولابد أن يأخذ فى اعتباره ما حدث ويحدث فى الدول العربية الأخرى من حرب أهلية، ونزاعات مسلحة بين أبناء البلد الواحد، بعد أن نجحت المؤامرات فى إيجاد حالة من الفوضى المدمرة قوضت أسس الدولة الوطنية. وعلى سبيل المثال ما الذى حدث ويحدث فى سوريا واليمن وليبيا؟ ومن يحارب من؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين ماذا يحدث فى هذه الدول الثلاث من فوضى عارمة تدفع ثمنها الشعوب البائسة والمغلوبة على أمرها. ووسط حالة الغضب التى تنتاب بعض المحتجين فى السودان تندس العناصر الإجرامية والمأجورة التى لا يهمها سوى تأجيج حالة الفوضى والاضطراب، وصولا بالسودان إلى الحالة الليبية أو السورية أو اليمنية، ومن هنا نناشد شعب السودان الشقيق أن يعى ويدرك جيدا المخططات والمؤامرات التى تحاك له، وأن يعلم أن قوى الشر والجماعات الإرهابية تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار السودان، ونشر الفوضى فى ربوعه، تمهيدا لإسقاطه لا قدر الله كما فعلت من قبل فى دول عربية عديدة. ومصر من جانبها لا تدخر أى جهد، سواء سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا من أجل تعزيز وحدة واستقرار وسيادة السودان الشقيق والعمل على ازدهاره. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام