تقارِن بعض التعليقات الشكلية الزيارة المهمة الاستثنائية للرئيس الإيرانى حسن روحانى إلى العراق بزيارة ترامب السرية فى ديسمبر الماضى, التى لم تزد على 3 ساعات، واقتصرت على ذهابه إلى الجنود الأمريكيين بالقاعدة الأمريكية هناك، وعدم مغادرته القاعدة، ثم خروجه تحت ستار الليل، دون أن يلتقى أحداً من المسئولين العراقيين، الذين لم يعلموا بزيارته إلا فى آخر لحظة! وبرَّر البيت الأبيض آنذاك تعمد التكتم بأنه لحماية أمن الرئيس! يتباهى بعض الإيرانيين الآن بأن زيارة روحانى علنية ورسمية وأنه يقابل أعلى السلطات العراقية، كما أنه سيلتقى فى النجف المرجع الدينى الأعلى على السيستانى، الذى لا يقابل الضيوف الأجانب، بما يؤكد أن روحانى يأمل بهذه الزيارة أن يُثبِت للعالم أن بمقدرة إيران الإفلات من المقاطعة التى فرضها ترامب، فيصطحب معه وفداً اقتصادياً عالياً يشارك فيه أكبر رجال الأعمال الإيرانيين، يسبقهم إعلان عن الرغبة فى زيادة التعاون الاقتصادى مع العراق من 10 مليارات دولار إلى نحو 20 ملياراً العام المقبل، فى تحدٍ لترامب الذى يخوِّف العالم بأن من لا يلتزم بمقاطعة إيران سوف يُعاقَب! أضِف كذلك أن روحانى، فى صراعاته الداخلية مع الأجنحة الأخرى فى إيران، يستهدف أيضاً بهذه الزيارة أن ينجح فى تحجيم الجناح العسكرى الإيرانى صاحب اليد الطولى فى العراق، وأنه يسعى إلى توطيد وجوده المدنى المادى فى المنطقة عن طريق مشروعات مثل خط السكة الحديد العملاق الذى يصل إيرانبسوريا عبر العراق. وهو ما دعا بعض المعلقين الإيرانيين إلى أن يسخروا مما قالوا إنها أوهام أمريكية عن إسقاط النظام الإيرانى بالمقاطعة، وقالوا إنهم تحت هذه المقاطعة صاروا يُطلِّون على البحرين الأحمر والمتوسط، يقصدون من اليمن ومن سوريا. يبقى استفهام عالق عن قدرة العراق على التحرر من السياسة الأمريكية ضد إيران! أم تُرَى أن أمريكا تتعمد مواربة الباب لإيران أحياناً فى بعض المناطق، مثل إضعافها للسعودية التى تحارب حلفاء إيران فى اليمن؟ أم ربما يكون هناك خطأ فى حسابات الأمريكيين؟ وما أكثر أخطائهم!. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب