من أفضل ماتقدمه هيئة قصور الثقافة الآن هو مشروع الدمج الثقافى الذى تتبناه الهيئة، بقيادة د.أحمد عواض ويستهدف الأطفال الذين يعيشون فى المناطق الحدودية والنائية مثل حلايب وشلاتين وسيوة ومطروح والنوبة والوادى الجديد وغيرها لدمجهم ثقافياً مع أطفال العاصمة. والمشروع الذى تتبناه وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم أهميته لاتقع فقط فى أنه يتيح لأبناء هذه المحافظات والمناطق النائية الزيارات الميدانية للأماكن التراثية، والأثرية بالقاهرة والجيزة وإقامة ورش عمل لهم تنظمها الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة لاميس الشرنوبى بل يتجاوز هذا الهدف إلى التفاعل والاندماج والتعايش مع أطفال آخرين من القاهرة، ويوجد بينهم تجربة إنسانية واحدة، ولغة حوار متقاربة تتيح لهم التعرف على عقل وأفكار واتجاهات الآخر بشكل مباشر وقوى. والمشروع يحقق هدفاً مهما يرتبط بوجدان أطفال الحدود وإدراكهم أنهم موجودون على خريطة عقل الدولة المصرية وأنها لن تنساهم كما كان يحدث من قبل،وهو إدراك يؤثر كثيراً فى درجة انتمائهم لهذا الوطن وهو مانحتاج إليه بشدة من أبناء هذا الجيل ممن خرجوا إلى الدنيا وهم يرون سنوات صعبة تمر بها الدولة عبر ثورتين اختلطت فيها مفاهيم القيم، والانتماء والوطنية وكيان الدولة، وتعرضت وهم معها لتشويش كبير بات الوقوف عليه وتعديله مطلباً حيويا أمام جيل تم تشكيله وسط هذه الظروف! ومن هنا فإننا نشد على أيدى المسئولين عن هذا المشروع على استمراره والحفاظ عليه بأهمية الوصول إلى هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم ومحاولة التأثير فيهم بشكل إيجابى، والتعامل مع هذا الملف على أنه ليس رفاهة بل باعتباره قضية أمن قومى، وأنه جاء وقت استعادته بعد غياب إنقاذاً لمستقبل الوطن عبر أطفال الحدود! لمزيد من مقالات حسين الزناتى