أكد الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب أن قرار الإدارة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يمثل خرقا وتحديا غير مسبوق لجميع الأعراف والقوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالوضع القانونى للقدس. لذلك، رفضنا جميعا هذا القرار منذ البداية ولا نعتبره منشئا لأى آثار قانونية أو سياسية، فالقدس أرض محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1967. وقال عبد العال: هذه حقيقة تاريخية وقانونية، تدعمها قرارات صادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة إلا بانتهاء واقع الاحتلال. وليس من حق أى طرف، أن يتصور أن بإمكانه القفز على مبادئ وأحكام القانون الدولى والحقوق التاريخية، ليضفى الشرعية على اغتصاب الأرض والحق. جاء ذلك خلال مشاركته فى المؤتمر رقم 29 للاتحاد البرلمانى العربى الذى تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية حاليا، تحت عنوان «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». وأضاف فى كلمته، أن القضية الفلسطينية هى قضيتنا الأساسية، وأن هذا القرار عديم الأثر تماما من الناحية القانونية، ولن نعتد به على الإطلاق، ولن يكسر إرادتنا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية. وقال: هذه الأرض العزيزة علينا دفع العرب الغالى والنفيس من أجل تحريرها... ونحن فى مصر ومعنا الأمة العربية خُضنا حروبا كثيرة من أجل القضية الفلسطينية. وكانت المأساة فى سنة 1967، حيث اُحتلت العديد من الأراضى الفلسطينية. ولكن هذا الاحتلال يظل احتلالا، وهو يد غاصبة لأرض عربية.... والاحتلال مهما طال أمده لا يمكن أن يؤدى إلى ضياع الحق.فنحن لا نزال نكافح، ومازلنا نمد يدنا فى جميع المحافل الدولية من أجل سلام عادل يقوم على حل الدولتين... دولة فلسطينية عاصمتها القدس ودولة أخرى إسرائيلية، بحيث تكون هناك دولتان تعيشان جنبا إلى جنب.. هذا هو الحل الوحيد الذى يمكن أن نقبل به، ولا يمكن أن نقبل بديلا عنه. لذا، اتخذنا عنوان هذا المؤتمر «القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية»، واتفقنا فى اجتماعنا التشاورى أمس أن يكون هذا الموضوع هو الوحيد على جدول الأعمال. وتابع: ربما نختلف كعرب فى كثير من القضايا، وهذا هو حالنا للأسف الشديد، ولكننا اتفقنا على قضية العرب الأولي: قضية فلسطينوالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وقال إننا سنشكل مجموعات عمل تذهب إلى كل المحافل الدولية، ويكون شاغلها الوحيد القضية الفلسطينيةوالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، لتوعية كل شعوب العالم بأن هذا القرار الأرعن الذى اتخذته الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، قرار جائر، كما أن القرار اعتدى على حقوق شعب لا يزال يقاتل حتى الآن. وشدد عبد العال على أنه ليس غريبا أن تكون القضية الفلسطينية، وفى القلب منها القدس، هى الموضوع الرئيسى لمؤتمرنا هذا، فلا تزال هى القضية الأم والمدخل الرئيس لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمى فى المنطقة، إذا تمت تسويتها بصورة عادلة ونهائية، وهو ما لن يتحقق إلا بتوافر إرادة سياسية حقيقية، وتضافر حقيقى لجهود المجتمع الدولى، لوضع حد طال انتظاره لهذا الصراع، وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالا لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. واختتم كلمته قائلا: لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت فى سجال بشأن حقوق الشعب الفلسطينى، فالمطلوب هو توافر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقا لمرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية. وأكرر فى نهاية كلمتى النداء الذى وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أجمع خلال الدورة ال 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، حين قال: إن يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوى هذه الصفحة المحزنة من تاريخها.