كمثل كل الوقائع والتطورات التى علقت باسم (الدولة الإسلامية فى العراق والشام) داعش منذ سنوات، تداول المسئولون فى سورياوالعراق وحتى فى التحالف الدولى الذى يستهدف داعش، وبعض دوائر القرار فى تحالف الضامنين فى سوتشى (روسيا وإيران وتركيا) أخبارا تشيع أن أبو بكر البغدادى القائد الافتراضى لهذا التنظيم موجود فى المنطقة الحدودية بين سورياوالعراق (بادية الشام) وتحديدا بين (البعاج) فى شمال غربى العراق و(هجين) فى سوريا وقيل أن البغدادى يختبئ فيها مع خمسة من وزرائه، وقبلها نشرت صحيفة الجارديان البريطانية أنباء عن انقلاب على البغدادى فى المجموعة المحيطة به وأن البغدادى شوهد فى المعارك المحتدمة التى دارت وقائعها مع بعض حراسه الشخصيين.. كم مرة استمعنا إلى قصص عن وفاة البغدادى أو قتله أو اختفائه؟ لا بل كم مرة سمعنا قصصا أسطورية مصنوعة عن تنظيم داعش نفسه، إن هذا جزء من الغموض الذى يساعد على ذيوع الحكايات المرتبطة بالصورة النمطية التى يرغب من صنعوا تنظيم داعش ذيوعها، فقد بات معروفا لدى أى نصف مراقب فى العالم أن تنظيم (داعش) هو مثل (القاعدة) وغيرها صناعة أمريكية صرفة، باعتراف المسئولين الأمريكيين من الصف الأول، ومن هنا فإن إعلان الولاياتالمتحدة عن هزيمة تنظيم داعش، وأنها سترحل من سوريا، جاء مصحوبا عن حصار البغدادى وقرب المعركة النهائية معه، إذ صار من الضرورى إنهاء كل وجود لداعش وضمنه قطعا تبخر أو اختفاء أو القبض على أو قتل قائد هذا التنظيم أبو بكر البغدادى، إذ بهذه الطريقة بالضبط تنهى واشنطن أى وجود لعملائها الذين رعتهم وربتهم وأطلقتهم على بقايا الأنظمة الوطنية فى المنطقة إذا انتهت أدوارهم التى صممها الأمريكان وقاموا بتصنيعها، وقد حان وقت إغلاق ملف داعش ولم يتبق منه سوى أنباء عن فرار ألف مقاتل داعشى إلى غرب العراق حاملين 200مليون دولار ربما تكون موازنة لتمويل عمليات صغيرة لحبك عملية انتهاء داعش، أو لتنفيذ بعض عمليات جديدة يريدها الأمريكيون، كما لم يتبق إلا شخص البغدادى الذى يريد الأمريكيون التخلص منه حتى يغلقوا ملف داعش العميلة (على نظافة)، وتتآكل أو تتلاشى الصور السينمائية للتنظيم المتوحش الذى يقوم رجاله لابسو الأردية السوداء بذبح ضحاياهم بالملابس البرتقالية على شاطئ البحر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع