تنطلق اليوم القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ بحضور سياسى ودبلوماسى رفيع المستوى لبحث قضايا تؤرق الجانبين وتستحيل مواجهتها بشكل فردى، وتمثل تحديات خطيرة منها: مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والهجرة غير القانونية، والقضية الفلسطينية والصراعات القائمة، وجهود التنمية. وتكتسب القمة أهمية خاصة فهى تأتى فى سياق زمنى متقارب مع مؤتمر ميونيخ للأمن وتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام وتسبق القمة العربية بتونس وكذلك القمة الأوروبية الدورية الشهر المقبل، مما يتيح الفرصة لتفعيل القرارات التى تتخذها قمة شرم الشيخ. ولاشك أن الاستقرار فى المنطقة العربية يمتد إلى أوروبا، وهناك حاجة لمزيد من الحوار المتبادل وتنسيق أكبر دعم للتعاون، المؤتمر ليس التحرك الأول بشأن تعزيز العلاقات، ودائما ما تكون الأزمات والصراعات دافعا لتلاقى الجانبين كخطوة نحو صياغة تصور مشترك لمواجهة المشكلات. دفعت حرب أكتوبر 73 وما ارتبط بها من تداعيات أزمة البترول وتأثيرها على العالم إلى إطلاق الحوار العربى الأوروبى فى1974 وفى حينها قوبل انطلاقه بعدم ترحيب أمريكى. وكان يعقد بشكل متقطع حتى تسعينيات القرن الماضى، حيث انطلقت عمليات أخرى كعملية برشلونة والتعاون الأورومتوسطى، وكلاهما لم يضم كل الدول العربية. وكان من معوقات ذلك الحوار أن الدول العربية أرادت أن يهتم بالجوانب السياسية، بينما رأت دول المجموعة الأوروبية أن يركز على الجانب الاقتصادى. ومن المهم إيجاد رغبة حقيقية وقواسم مشتركة لدفع ذلك التعاون ، خاصة أن التناغم لم يعد يسود أجواء الدول الأوروبية ، وأيضا فى ضوء الصراعات التى تسود الفضاء العربى. قد تقربنا الأزمات ويكون المؤتمر فرصة للطرفين لاستنهاض الهمم. لمزيد من مقالات إيناس نور