على مقعدك فى دار الأوبرا المصرية ستجلس محبوس الأنفاس.. مشدوها.. مُسمرا بلا حركة، فأنت تتابع رقصة السيوف لراقصى الباليه الملكى الجورجى.. ليست مجرد رقصة فولكلورية عادية لشعب جورجيا.. ولكنها حالة فنية أشبه بمعارك أفلام الأكشن بتقنياتها المبهرة، ولكنها هنا استمدت إبهارها على المسرح من دقة السرعة والتناغم وقمة الأداء الجاد والثبات الانفعالى والجُمل الحركية المحسوبة بين الراقصين، وكأنك تشاهد راقصا واحدا يرقص أمام المرآة، فلا تفيق من هذا الشعور إلا مع تطاير الشرر نتيحة تلاحم أسنة السيوف معا فى نهاية كل جملة.. ومع رقصات النبلاء والمحاربين والفرسان وينبوع المياه واللوحات الراقصة على تنويعات، وكأنك تسير على أرض تبليسى ترى جانبا مشرقا من تراث هذا الشعب الذى عانى كثيرا فى سبيل الحصول على استقلاله فى دولة تقع عند ملتقى أوروبا الشرقية وغرب آسيا.. فرغم مساحتها التى لا تتجاوز 70 ألف كم2 فإن شعبها يملك فنونا راقية اتضحت فى هذا العمل.. فالنيران هنا ليست نيرانا حقيقية ولكنها وهج نفوسهم المتأججة بحب الحياة والمصدرة للطاقة الإيجابية، وهو ما بدا فى تضافر الأزياء التقليدية المبهرة التى بدت غير مؤرقة للراقصين بالمرة رغم تفاصيلها،والموسيقى الحيوية والتصميم الحركى للتراث فى قالب سريع الإيقاع.. تماما كما الحياة.