تحرص مصر على إعادة ترتيب أولويات سياستها الخارجية، بما يعيد التوازن فى علاقاتها مع الدول الإفريقية. وترتكز سياسات تفعيل الدور الاقتصادى المصرى فى إفريقيا على إقامة علاقات ثنائية قوية مع الدول الإفريقية على غرار تجارب دول اخرى، وهى الخطوة الاولى التى يتعين البدء بها، ويمكن التركيز على الدائرة الاولى المتمثلة فى دول حوض النيل والشرق الإفريقى، ثم التوسع فى المراحل المقبلة مع عدد اكبر من الدول الإفريقية. وهناك ضرورة لتحقيق التكامل بين مصر والدول الإفريقية على أرض الواقع من خلال علاقات التباديل والتوافيق للتجارة الإفريقية وفقا للتخصص فى الميزة النسبية فيما تملكه كل دولة من الدول الافريقية، اى تحصل مصر على وارداتها من الدول الإفريقية بدلا من العالم الخارجى، حيث تعتبر الدول الإفريقية متخصصة فى تصدير السلع الاولية والمواد الخام. فى المقابل تحصل الدول الإفريقية على وارداتها من مصر بدلا من اللجوء الى العالم الخارجى. والتركيز على الفرص الاستثمارية الاكثر جذبا فى افريقيا والمتمثلة فى قطاع الاتصالات ويرجع ذلك الى انخفاض المخاطر فى هذا القطاع مقارنة مع غيره من قطاعات البنية التحتية.. وقد قدم مركز البحوث الإفريقية بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة بمشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى والاتحاد العالمى للكتاب العرب والهيئة العامة للاستعلامات المصرية التابعة لرئاسة الجمهورية وبحضور نخبة من أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية بالإضافة إلى العديد من القيادات السياسية والأكاديمية والفكرية وممثلى وسائل الإعلام، نموذجا لمحاكاة دور الأممالمتحدة فى إفريقيا وسط مشاركة الطلبة والخريجين والباحثين من الجامعات والكليات المختلفة ومنها الإعلام والسياسة والاقتصاد والتجارة فى جميع الجامعات المصرية وعدد من الدول الافريقية، وبلغ عدد المتقدمين للنموذج 3000 متقدم من 24 دولة إفريقية. وناقش النموذج أبرز التطورات والظواهر الجديدة فى المشهد السياسى والاقتصادى فى القارة الإفريقية، وذلك من خلال إلقاء المحاضرات والأبحاث العلمية وورش العمل والتى تناقش تطور دور الأممالمتحدة فى إفريقيا وميادين حضورها وتأثيراتها المختلفة، وأفردت مساحة خاصة للتطورات فى المشهد الافريقى والمصرى، مع نظرة تقييمية لدور الأممالمتحدة فى إفريقيا. بالإضافة إلى إعداد مجلة شباب افريقيا وهى مجلة شهرية تعد منصة لتقديم كل المستجدات فى الشأن الإفريقى، ويشارك بها الباحثون والمتخصصون فى الشئون الإفريقية من المصريين والافارقة. ويتعين على مصر هذا العام من رئاسة الاتحاد الإفريقى توجيه المزيد من الدعم للطلاب الافارقة باعتبارهم سفراء مصر فى الدول الافريقية. ------------------------------------------ كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة لمزيد من مقالات د. سالى محمد فريد