نكرر الحديث عن الحاجة الملحة لضبط الأسواق، لأن تركها لقوى العرض والطلب أوجد طبقة من المحتكرين وبدلا من المنافسة التى تنعش الأسواق وتخفف جحيم الأسعار عن المواطن، تجرى التحالفات بين التجار لاحتكار سلعة ما والتحكم فى سعرها، وفوضى الأسواق أفرزت مساحة للفساد فوجود سجائر مستوردة تملأ السوق المصرية بأسعار زهيدة يشى بفوضى السوق التى تتداول بها بضائع بكميات كبيرة تضر بصحة المدخن وتضر بالاقتصاد المصرى ومعروضة بغير أى علامات جمركية، فكيف دخلت مصر؟ وكيف يتم طرحها فى منافذ البيع؟ ولا أحد يسأل ولا أحد يحاسب وعملية السطو على صحة المواطن واقتصاد مصر لا تزال مستمرة. فالشرقية للدخان تطالب بتشديد الرقابة على سوق التبغ والمنافذ الحدودية، لأن نشاطها يتأثر وهى التى تورد نحو 56 مليار جنيه للخزانة العامة، ما يمثل نحو 5% من دخل مصر. وأحد أعضاء مجلس النواب، يؤكد أن سجائر كليوباترا يتم تصنيعها فى ألبانيا والجبل الأسود من تبغ مشبع بالمبيدات، وأن العلبة تدخل مصر بسعر 4 جنيهات. وبسبب ارتفاع أسعار السجائر بحث المدخنون عن السجائر رديئة الصنع والمهربة والمقلدة والمغشوشة مجهولة الهوية، وما أعلنته دراسة أعدتها 3 جهات رسمية هى وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، حيث أعلنت نتائجها فى مؤتمر صحفى أخيرا أن العاطلين هم أعلى فئة من المستهلكين، ثم ربات البيوت والطلبة وأن نسبة السجائر المقلدة بالسوق المصرية، تبلغ 21% من حجم تجارة التبغ فى مصر بما يعادل 20 مليار سيجارة، وبما يقدر ب3.8 مليار جنيه سنويا وهى أرقام مفزعة ومؤكدة أن خلفها مافيا وطابور منتفعين. لمزيد من مقالات خالد الأصمعى