26 يناير عيد الطيران المدنى المصري، يوم خالد فى تاريخ مصر يمثل نجاح الإرادة المصرية فى تعلم الطيران ومواجهة الصعاب التى فرضها الاحتلال البريطاني.. حيث استطاع الشاب المصرى محمد صدقى القيام بأول محاولة طيران ناجحة من برلين بألمانيا والوصول بسلام إلى مطار هليوبوليس بمصر الجديدة يوم 26 يناير 1930، رغم التحديات التى وضعها الاحتلال الانجليزى لإجهاض محاولته والمماطلة فى منحه تصريحا للطيران فى أثناء الصيف. واختيار شهر يناير أكثر شهور السنة بردا ورياحا لمنحه الترخيص لعله يتراجع عن فكرته. ولكنه أراد أن يثبت للعالم أن المصريين لايخافون الأهوال والمخاطر مادام ذلك فى سبيل إعزاز بلادهم ورفعة شأنها بين الأمم..ومضى ينتقل بطائرته من مكان لآخر فى أوروبا عابرا البحر المتوسط ووصولا إلى السلوم والاسكندرية حتى وصل إلى مطار هليوبوليس فى مصر يوم 26 يناير.. واحتشدت الجماهير لتحية ابن مصر البار محمد صدقى . وقد وصفت جريدة بالأهرام» فى عددها الصادر يوم 27 يناير 1930 المشهد المثير لاستقبال الطيار محمد صدقى وطائرته التى أطلق عليها اسم فايزه فتقول: لقد امتلأت الشوارع بألوف من الناس.. الكل فى فرحة لنجاح صدقى وفايزة فى دخول التاريخ كأول طيار يصل طائرا بمفرده إلى مصر وأقيمت الحفلات فى ربوع القطر المصرى ودخلت مصر عصر الطيران من أوسع الأبواب.. وتشجعت الحكومة وأصدر محمود فهمى النقراشى وزير المواصلات فى فبراير 1930 أوامر باستئناف العمل من مطار ألماظة وتم إعداده للطيران المدنى فى فبراير 1931 وافتتح رسميا فى 2 يونيو 1932 .. كما تحمس المصريون لإنشاء نادى الطيران .. ومن هذا النادى ظهرت الدعوة لإنشاء مدرسة لتعلم الطيران وورشة لإصلاح الطائرات، وكان ذلك تمهيدا لإنشاء أول شركة وطنية للطيران تحمل اسم مصر للطيران. وشجعت هذه الخطوات ابن مصر كمال علوى الذى سافر إلى باريس وتعلم الطيران واشترى طائرة وعاد إلى القاهرة ليقود حملة لتكوين شركة مصر للطيران.. وتجاوبت دعوته مع دعوة رائد الاقتصاد المصرى طلعت حرب الذى قال فى حفل تكريم الطيار محمد صدقى يوم 30 يناير 1930، أن هؤلاء وأمثالهم الذين بعثت بهم الحكومة المصرية ليتخصصوا فى الطيران عمليا ونظريا هم نواة فعالة لتكوين قوة تجارية للطيران، مؤسسة على البطولة والتجربة والعلم والعرفان.. وكانت رغبة المصريين قوية لإنشاء شركة للطيران تتولى أعمال النقل الجوى فى الداخل والخارج. وفى 7 مايو تحقق حلم المصريين بصدور المرسوم الملكى الذى وقعه صاحب الجلالة الملك فؤاد ورئيس الوزراء إسماعيل صدقى بتأسيس شركة مساهمة مصرية هى شركة مصر للطيران وتقوم بجميع أعمال الطيران التجارى والمدير لحسابها أو لحساب الغير لمصر والخارج.. وتنظيم التعليم العلمى للطيران والملاحة الجوية وإيجاد عنصر مصرى جدير بالقيام بجميع الوظائف الفنية والإدارية والتجارية الداخلة فى اختصاص الشركة. المستشار الإعلامى سابقا لوزارة الطيران المدنى لمزيد من مقالات عبد العظيم صدقى الأمير