مما لا شك فيه أن أمن الخليج يعد بمثابة خط أحمر لمصر،وفى الوقت نفسه فإن استقرار مصر هو استقرار للخليج و للمنطقة كلها.تلك المعادلة الواضحة هى جوهر التضامن العربى ،وخلاصة التفاهمات المصرية الخليجية والعربية. وجرى إعادة تأكيد هذه المعانى خلال استقبال أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولى العهد الكويتي، الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له، فى إطار الزيارة الرسمية التى يقوم بها إلى دولة الكويت. وتشهد العلاقات المصرية الخليجية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ، وخاصة بعد ثورة 30 يونيو.وفى الوقت الذى تربط مصر بالسعودية والإمارات والبحرين تفاهمات وثيقة فإن مصر حريصة دائما على التشديد على أهمية التنسيق مع دولة الكويت بشأن مواجهة التحديات والتهديدات التى تواجهها المنطقة، وإن كلا البلدين يقفان معاً فى خندق واحد. ومن جانبه، يحرص أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والشيخ نواف الأحمد الجابر ولى العهد على تأكيد اعتزاز الكويت بالعلاقات مع الشقيقة الكبرى مصر، وعلى العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، التى يجمع بينهما المصير المشترك. ومن ناحية أخرى حرص أمير الكويت وولى عهده على إعادة تأكيد الدور المحورى لمصر فى المنطقة، وأن هذه المرحلة تحتم التعاون والتنسيق بين البلدين أكثر من أى وقت مضي، وأشارا كذلك إلى ضرورة استعادة التضامن العربى للحفاظ على الهوية العربية ،ومواجهة ما يُحاك للوطن العربى من مؤامرات خارجية تستهدف النيل من شعوبه ومقدراته. وفى لفتة مهمة ورسالة قوية أكد أمير الكويت مساندة بلاده ودعمها الكامل للقيادة السياسية فى مصر، وقال الشيخ صباح الأحمد الصباح إن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة كلها . وتعكس هذه التصريحات مدى التطورات الإيجابية الأخيرة فى العلاقات بين البلدين، والتوافق فى الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب، ومدى التنسيق المصرى الكويتى على المستوى الإقليمى فى مواجهة التطورات التى تشهدها المنطقة. وبعيدا عن التنسيق الوثيق حول تطورات المنطقة والقضايا الإقليمية فإن عٌمق العلاقات المصرية- الكويتية وقوتها، قد شهدت تطورا ملحوظا أخيرا من خلال التقدم الذى يشهده التعاون الثنائى بين البلدين بشكل مطرد.وتحرص مصر فى مناسبات عدة على الإعلان عن كامل تقديرها قيادة وشعبا لدور القيادة الكويتية، الداعمة للاقتصاد المصرى منذ 30 يونيو 2013، ودعم الدولة الكويتية لمسيرة الإصلاح الاقتصادى بمصر.ومما لا شك فيه أن علاقات مصر والكويت تقدم نموذجا للعلاقات الأخوية ،والتضامن والحوار الواضح والصريح والهادئ لما فيه خير البلدين والشعبين ،وخير ومصلحة الأمة العربية. لمزيد من مقالات رأي