مازال محبو كرة القدم فى العالم يعتبرونها لعبة ذكورية قلباً وقالباً. لا تقتصر هذه النظرة على الرجال، بل تشمل كثرة من النساء اللاتى يتابعن هذه اللعبة أيضاً. ويترقب الجميع، إلا قليلاً، مسابقات كرة القدم المحلية والإقليمية والدولية التى يلعب فيها رجال, بينما لا يهتم إلا أقل القليل بنظيراتها المخصصة للنساء رغم انتشارها فى العقدين الأخيرين. فى معظم دول العالم الآن، تلعب النساء كرة القدم، وتُنظم مسابقات موازية لتلك التى يتنافس فيها رجال، وكذلك الحال على المستويات القارية. كما أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم للسيدات بدأ منذ عام 1991. غير أن هذه المسابقات لا تحظى باهتمام يذُكر حتى على المستوى الإعلامى. ولا يثير الاستغراب، فى ظل هذا الوضع المؤلم، أن يمر مرور الكرام حدث تاريخى بحق، مثل منح جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة كرة قدم فى العالم للمرة الأولى. فقد ركزت وسائل الإعلام اهتمامها فى حصول الكرواتى لوكا مودريتش على جائزة الكرة الذهبية، رغم أن فوزه بها كان مؤكداً بعد أن نال مختلف الجوائز التى تُمنح لأفضل لاعب عام 2018. ولم يُذكر حصول النرويجية آدا هيجربيرج على جائزة أفضل لاعبة فى العالم إلا لماماً، رغم أنها المرة الأولى التى تُمنح فيها. لم أكن قد شاهدت هذه اللاعبة حتى حصولها على الكرة الذهبية فى الشهر الماضى، لأننى مذنب بدورى لعدم اهتمامى بالمسابقات النسائية فى هذه اللعبة. ولذلك بحثت فى موقع يوتيوب عن مباريات لعبتها إلى أن عثرت على عدد منها، وفوجئت بلاعبة من طراز رفيع لا تقل مهاراتها وإمكاناتها عن أفضل لاعبى العالم. وهى محترفة فى نادى ليون الفرنسى، وصاحبة فضل كبير فى حصوله على الدورى أربع مرات، وعلى دورى أبطال أوروبا ثلاث مرات. لقد تأخر محبو كرة القدم كثيراً فى الاهتمام بمسابقاتها النسائية التى تحقق تقدماً سريعاً، وربما لا يطول الوقت قبل أن تصبح اللعبة مختلطة بحيث تضم فرق الأندية والمنتخبات رجالاً ونساءً جنباً إلى جنب، ولا يبقى فضل للاعب على لاعبة، أو العكس، إلا بالإجادة والأداء فى الملعب. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد