تتواصل مرة أخرى تصريحات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على نحو يذكرنى بأحد كبار الأدباء فى مصر حين كان يتفوه بأقذع الألفاظ إذا أراد أن يمدح أحدا، فيقول مثلا عن المطربة وردة إنها «بقرة حلوب تدر علينا الألحان والأغانى»! وجاءت الدكتورة هالة زايد لتعيد إلينا ذكرى هذا الكاتب، ففى كل مرة تتحدث فيها علانية تصدم الضمير الشعبى على نحو يصعب علاجه أو تقديم تفسيرات مقنعة به، وأنا قطعا لا أترصد الدكتورة هالة التى لا أعرفها, كما لا أحاول التذكير بتصريحها عن عزف السلام الجمهورى بالمستشفيات كلما أتى أحد العاملين فعلا حسنا، فى مزايدة وطنية.. ولكننى فى الواقع أريد التعرض لتصريحها حول المبادرة الرئاسية لعلاج فيروس سى، فقد راحت تحذر المواطنين من التقاعس عن إجراء التحاليل قائلة إن المواطن الذى لن يجرى التحليل ضمن المبادرة «حايجيلى.. حايجيلى فى الآخر» ولم أفهم ماذا قصدت الوزيرة، وأى قانون استندت إليه فى تهديد المواطنين؟، وماذا يعنى قولها إن المواطن «حاييجى» هل ستطبق عليه عقابا؟ وما هو سبب مجيئه إلى الوزيرة بعد طول امتناع؟، وهل المواطن «حاييجى» للوزيرة بالذات أم إلى هيئات وزارة الصحة ذات الصلة بالمبادرة الرئاسية؟ إننا جميعا مع المبادرة الرئاسية المحترمة للقضاء على فيروس (سى) ولكن استناد الوزيرة إلى تلك المبادرة لا يعنى أن تتحدث إلى الناس متكئة إلى سلطة الرئيس، وإن كان الرئيس (بالغ الدماثة والخلق) لا يخاطب شعبه بمثل ذلك الأسلوب، فلماذا تنظر الوزيرة إلى المواطن على أنه غلبان أعيته الحيل لمقاومة تعليمات الحكومة فذهب إلى الوزيرة وسلم نفسه منصاعا إلى فكرة أنه: (حايجيلها.. حايجيلها).. حديث الوزراء إلى الناس يجب أن تكتنفه البلاغة السياسية التى تعرف كيف يكون الكلام إلى أولئك الناس، وإلا صار كل الوزراء تكرارا لشخصية الأديب الكبير الذى كلما أراد أن يمدح شخصا (شتمه)!. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع