* جهود وتعاون مؤسسات الدولة سبب التأييد الساحق للقاهرة * جنوب إفريقيا تعترف: أسباب سياسية وراء خسارتنا الاستضافة لصالح مصر لم يكن فوز الدولة المصرية بتنظيم نهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقررة استضافتها بين 15 يونيو و13 يوليو 2019 للمرة الخامسة فى تاريخها بالسهولة التى يحاول البعض الترويج لها. وبالطبع يرتبط الملف الرياضى بكل مكونات الدولة المصرية رياضيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا وسياحيا وثقافيا وخلفيات تنظيم البلد للعديد من الاحداث والمؤتمرات الكبرى فى كل المجالات. والمتابعون لشئون الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص اقليميا وعالميا يدركون ان اختيارات الدول لتنظيم البطولة تحكمها عوامل وتربيطات وضغوط سياسية قوية ولايمكن تصورها لانها تحدث دائما فى الكواليس وفى الساعات الحرجة من عملية اختيار البلاد المنظمة لأى بطولة. وتأتى بطولة أمم إفربقيا 2019 لتكشف ابعاد ماحدث من تطور وقوة للدولة المصرية على خلفية تعاون وتناغم كل أجهزة الدولة المصرية ظهر ذلك وبوضوح فى الانتهاء من خطاب التعهد الحكومى خلال 24 ساعة بعد حصول رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى على موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسى على استضافة البطولة ليعتمد رئيس الوزراء الخطاب ويعطيه للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والذى بدوره سلمه لرئيس اتحاد الكرة المهندس هانى أبوريدة ليتم وضعه فى ملف الاستضافة وتقديمه للاتحاد الإفريقى «الكاف» لتحصل مصر علي تأييد 16 صوتا لمصلحتها من 17 عضوا فى اللجنة أدلوا بأصواتهم، بينما امتنع العضو الثامن عشر الحاضر فى الاجتماع عن التصويت. وهو رقم له دلالة كبيرة على قوة الدولة المصرية. ويأتى هذا النجاح الساحق وفوز مصر بتنظيم بطولة الأمم الإفريقية تأكيدا على الدور الكبير الذى بذلته المؤسسات المختلفة وأجهزة الدولة من أجل الفوز بهذه البطولة وإثبات قدرة مصر على تنظيم مثل هذه الأحداث الكبرى بكل جدارة واستحقاق. كما ينعكس هذا الفوز الكبير بكل تأكيد على قطاعات السياحة المنتظر أن تشهد ازدهارا خلال العام الحالى وفق توقعات كبريات المؤسسات الاقتصادية ويزيد من هذا الرواج المتوقع استقبال مصر لمئات الآلاف من المشجعين الأفارقة الذين يصاحبون فرقهم المشاركة بجانب تعزيز الروابط مع الدول الإفريقية خاصة ان فوز مصر بتنظيم هذا الحدث الرياضى الدولى يعنى ثقة كبيرة من مختلف الدول الإفريقية فى القاهرة وقدراتها التنظيمية والأمنية، وكذلك عودة القاهرة لتكون قبلة وعاصمة الدول الإفريقية من جديد بعد سنوات عجاف تراجعت فيها العلاقات المصرية الإفريقية. وعلى الجانب الآخر وتأكيدا لدور مؤسسات الدولة المصرية فى الحصول على البطولة فقد حمّلت جنوب إفريقيا «السياسة» مسئولية خسارتها السباق لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية 2019 لمصلحة مصر. صورة أرشيفية لحفل افتتاح بطولة افريقيا بالقاهرة 2006 وقبل إعلان نتيجة التصويت، كان رئيس الاتحاد الجنوب إفريقى دانى جوردان واثقا من قدرة بلاده على الفوز باستضافة الحدث القارى للمرة الثالثة بعد 1996 و2013، لكن النتيجة جاءت بمثابة مفاجأة للدولة الإفريقية الوحيدة التى استضافت نهائيات كأس العالم عام 2010. وفى تصريحات نقلتها وسائل إعلام جنوب إفريقية يوم الأربعاء الماضي، قال جوردان: إذا ما قارنا بين جنوب إفريقيا ومصر، فنحن بوضوح نتمتع بالأفضلية، لأننا نملك البنى التحتية، الخبرة... كل شيء فى مكانه، وأضاف: أما السياسة، فشأن آخر، الدول العربية متجذرة (بالشق السياسي)، والمقر الرسمى للاتحاد القارى هو القاهرة. وعندما سئل عما إذا كان الاتحاد المحلى حصل على دعم الحكومة فى سعيه للحلول بدلا من الكاميرون، رد جوردان قائلا: «إجراءات الترشح كانت متأخرة. لقد راسلنا الاتحاد الإفريقى بأنه يتعين عليه أن يعطينا تفاصيل عما يتوقع من الحكومة، وتابع: عموما المتطلبات (التى يجب توفير ميزانية لها) هى البنى التحتية. لن يكون هناك تكاليف للبنى التحتية» نظرا لجاهزية البلاد فى هذا المجال. فى المقابل، اعتبر الرئيس التنفيذى بالإنابة للاتحاد الجنوب إفريقى راسل بول أن بلاده فى وضع أفضل من مصر للاستضافة، وقال بعد التصويت: لا توجد دولة أفضل من جنوب إفريقيا مؤهلة للاستضافة فى القارة من الناحية الفنية، وأضاف: بعثنا برسالة إلى الاتحاد الإفريقى عن ماهية الشروط فى ملف الترشيح لكى نتبعها، كان من المفترض أن تكون ثمة زيارة تفقدية، لكن أحدا لم يأت إلى البلاد، كما أن الاتحاد القارى قال إنه سيتخذ قراره فى التاسع من يناير 2019، وإذ بنا نفاجأ بالوفد المصرى كان قد وصل قبل فترة مع ممثلين عن حكومته وجاهزا لتقديم ملفه. وأعاد الاتحاد فتح باب الترشح بعد قرار سحب التنظيم من الكاميرون. ورجحت التقارير أن يئول تنظيم البطولة إلى المغرب، بينما أعلنت مصر عزوفها عن الترشح ودعمها أى بلد عربى يرغب فى ذلك. لكن القاهرة عادت وأقدمت على ذلك بعد إعلان المغرب رسميا أنه لن يترشح. إلى ذلك، رأى مصدر قريب من الاتحاد أن نتيجة التصويت الكبيرة لصالح مصر وضد جنوب إفريقيا، ترتبط بموقف جوهانسبرج بالتصويت لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة والمكسيك وكندا لاستضافة مونديال 2026، وذلك خلافا لرغبة الاتحاد الإفريقى بدعم الترشيح المغربي. وأكد رئيس الاتحاد الإفريقى أحمدأحمد، أن الدعم الحكومى لعب دورا بارزا فى ترجيح كفة مصر، قائلا: كان التقرير فى ما يتعلق بالبنى التحتية متساويا، ثم اعتمدنا على الدعم الحكومى وتبين لنا أن مصر تتفوق فى ذلك، وأضاف: ثمة أعضاء فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقى لم يلمسوا دعم حكومة جنوب إفريقيا للمضى بهذا المشروع (أى الاستضافة).