ينبغى أن يسأل مسئولو التليفزيون المصرى أنفسَهم عن الفارق بين ما يجب أن تكون عليه تغطيتهم للأحداث مقارنة بأداء محطات الإذاعة، لأن كثيراً ما يغيب عنهم أن يستفيدوا من ميزتهم الكبرى على الإذاعة، بقدرات الشاشة على إظهار تفاصيل الحدث، وبإمكانية الكاميرا على أن تعرض وأن تتجول، ثم بقدرات الكمبيوتر على إضافة ما لم يكن متاحاً من قبل، مثل رسوم الجرافيك التى تنقل المعانى المقصود توصيلها للمشاهدين بأوضح وأسرع وسيلة ممكنة وبأقل كلمات..إلخ. انظر إلى تغطيتهم للعمل الجبار فى مشروع كوبرى روض الفرج العملاق نموذجاً، فقد امتد وقت التغطية، إلا أنها اعتمدت فى الأساس على جملة من الحوارات مع المسئولين والمهندسين والفنيين، فى سيل من الكلام، ودع عنك أن هؤلاء يستخدمون مصطلحات باللغة الإنجليزية، التى درسوا بها ويستخدمونها يومياً فى وسط يفهمها، وأن محاورى التليفزيون لم يترجموها ولم يستوقفوا الضيوف لشرح المعانى باللغة العربية، بل إنهم كانوا يجارونهم بالإنجليزية، إلا أن الأهم أن الكاميرا كادت تغادر موقع إجراء الحوار، دون لقطات شاملة للمشروع، ودون معالجة بالجرافيك لصورته النهائية ولتطور مراحله ومواصفاته التى ترشحه، كما قيل فى الحوار، لأن يُسَجَّل فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، واكتفت الكاميرا معظم الوقت بالتركيز على المتحدثين، وعلى المذيعين طبعاً. بل إن هناك قواعد أساسية لم يؤخذ بها، خُذْ مثلاً واحداً، هو أن هناك وقتاً لازماً للعين لأن تلتقط الصورة المعروضة وتفهم معناها ومغزاها، وبرغم بساطة الأمر فإن اللقطات كانت سريعة لتفاصيل تستحق التأنى فى العرض لكى تحقق الغرض من التغطية، الذى هو تعريف المُشاهِد بضخامة المشروع وبأهميته، وبأفضليته على مشروعات أخرى، فى مستوى الإنجاز وفى الأغراض التى سوف يحققها. ولكن قصر اللقطات وتتابعها السريع تسببا فى إرباك المُشاهِد وتعجيزه عن المتابعة! المؤكد أن المشروع عظيم، وأنه سوف يُحدِث نقلة نوعية تفيد المواطنين وتدفع بعمليات الإنتاج والتسويق، ولكن التعبير عن هذا لا يكون فقط بالإشادات اللفظية، وكان من الأفضل أن تقنع التغطية جمهور المشاهدين بهذه المعانى! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب