«الملوك فيما يفعلون مذاهب».. هذا بالضبط التوصيف الدقيق لما فعلته الملكة إليزابيث ملكة بلجيكا حينما زارت مدينة الأقصر مع زوجها «البرت» ملك بلجيكا عام 1930، فقد جاء تصرف الملكة عبقرياً خيالياً وغير متوقع حيث رفضت الملكة المثقفة والمغرمة بمصر القديمة قراءة ومشاهدة الكتابات الموجودة علي حائط معبد مدينة هابو من علي الأرض وطلبت من مرافقيها والمسئولين عن المعبد إعداد كرسي لتجلس عليه ورفعها بالحبال لتكون أول ملكة تتسلق جدران المعبد لتتمكن من مشاهدة النقوش الهيروغليفية من أعلي إلي أسفل في مشهد عبقري، وبالفعل نفذ الرجال ما طلبته الملكة وتم إعداد كرسي مربوط بحبال قوية جلست عليه الملكة في ثبات وبدأ الرجال الصعايدة في رفعها لأعلي وهي تنظر لحائط المعبد وكتاباته بانبهار شديد بينما وقف في الأسفل بعض أفراد حاشيتها يتابعون الموقف مع بعض رجال الأقصر. وقد تمكن أحد المصورين من التقاط هذه الصورة النادرة ونشرتها جريدة »The Sphere«، إحدي الجرائد المصورة التي كانت تصدر في الإمبراطورية البريطانية أسبوعيا علي صدر صفحتها الأولي، في العدد رقم 1576 بتاريخ 5 إبريل 1930 وكتبت تحتها تعليقاً يقول: تعد المملكة البلجيكية نموذجاً للمملكة الحديثة، فحتي خمسين عاماً، كان الحاكم يبدي اهتماماً بسيطاً عندما يري ما يعجبه ثم ينصرف في لحظات تحيط به حاشيته وحراسه، أما اليوم فكما ترون في الصورة فالملكة تبدي اهتمامها بالأشياء بطريقة غير معتادة.