«لم يسبق لى أن تحدثت بهذا القدر عن الدين مع أى رجل دولة، ولم تتكرر ثانية مع أحد غيره، فنزهتنا النيلية معا مازالت واحدة من أسعد ذكريات حياتى السياسية، إنه شخص رائع» بهذه الكلمات وصف المستشار الألمانى الأسبق هيلموت شميت لقاءه التاريخى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال نزهة نيلية قبل أربعين عاما، كان الحديث عن الأديان والله ، موضوعها الرئيسي. وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن شميت، الذى وافته المنية قبل ثلاث سنوات عن عمر يناهز ال 97 عاما ، كان دائما يشير إلى حواره التاريخى مع السادات فى الكثير من مقالاته ومحاضراته وكتبه التى تفرغ لتأليفها بعد اعتزاله الحياة السياسية، نظرا لمدى اهتمامه بفكرة قوة الأديان ومدى تأثيرها على البشر . وأشارت بيلد، نقلا عن شميت، إلى قوله:»أعجبتى طريقة عرض السادات لفكرة الأديان، وإلى أننا جميعا أبناء نبى الله إبراهيم»، مشيرا إلى أن السادات أكد فى حديثه أن الوحى الذى هبط على النبى محمد كان يتحدث عن الكتب المقدسة للدين اليهودى والمسيحى ب»احترام بالغ«. وأضافت الصحيفة أن شميت منذ هذا اللقاء التاريخي، وجه دعوة صريحة للعالم الغربى أكثر من مرة إلى ضرورة فهم الدين الإسلامى بشكل صحيح، قائلا: »لابد أن نتعلم إدارة حوارات مع المسلمين بعيد المناخ، وتسليم المعدات، والطائرات، وصفقات السلاح، والبترول». وتابعت الصحيفة أن شميت كان دوما يردد أنه »حتى الديمقراطيات يمكنها أن تتعرض للإرهاب وتضطر للدخول فى صراع معه»، مشددا على أن»الإرهابين المحسوبين على الإسلام لا يمثلون المليار شخص الذين يعتنقون الإسلام حول العالم، كما كانت جماعة الجيش الأحمر الألماني، جماعة إرهابية، لا تمثل ال 60 مليون مواطن فى الجمهورية الفيدرالية الألمانية«. كان العام الذى التقى فيه شميت مع السادات ، عاما صعبا للغاية على ألمانيا إلى الحد الذى كان يتم وصفه بالخريف الألمانى نظرا لاختطاف جماعة الجيش الأحمر الألماني»راف« لطائرة تابعة لشركة لوفتهانزا عام 1977، واحتجاز نحو 90 رهينة بهدف الضغط على الحكومة. إلا إن القوات الخاصة الألمانية «جى اس جى 9» تمكنت من تحريرهم فى وقت لاحق فى مقديشيو .