أصبح وجود المجموعات النسائية على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك» واقعا ملموسا وهى مجموعات تقوم على أحد العوامل المشتركة بين جميع العضوات حتى أصبحت تلك الصداقات فى المجموعة أقرب للكثيرات من أفراد الأسرة أحيانا. وبمرور الوقت وزيادة الألفة بين العضوات يبدأ بعضهن فى الكشف عن تفاصيل حياتهن لصديقاتهن الافتراضيات إما لمشاركتهن إياها أو لاستطلاع الآراء حول مشكلة معينة. إيمان مصطفى (مدرسة) ولها تجارب عديدة مع تلك المواقع تقول: توقفت عن الفضفضة فى تلك المواقع، واكتشفت أن من تنشر تفاصيل حياتها أو مشكلتها على الملأ تكون حياتها مثل الكتاب المفتوح، وبكل أسف تأتى الحلول من أشخاص غير متخصصين، بل إن كل واحدة تقدم الحل من وجهة نظرها، وبروح انتقامية كأنها هى صاحبة المشكلة وليس مجرد إبداء رأى فى مشكلة. وترى يمنى أحمد «محاسبة» أن البيوت مغلقة على ما فيها من حسن وسييء، وبمشاعر الود يمكن أن يتم حل أى مشكلة لأن الناس فى (الجروبات) لا تحل أى مشكلة، بل على العكس تعقد الأمور، وكل بيت له ظروف معينة يتم حل المشكلة على أساسها. وعلى الرغم من أن رحاب محمد «ربة منزل» كانت ترى أن هذه الجروبات المجال الوحيد للفضفضة حتى لا تغضب الأم أوالأخوات من الزوج ولا تقتحم الصديقات حياتها حتى لا يشهرن بها ، خرجت رحاب من تلك «الجروبات» لأنها رأت أن علاقتها بزوجها تأثرت من الرد على المشكلات التى تقرأها لأن هناك آراء غير سليمة. وللمتخصصين رأى فى هذا الموضوع حث ترى إيمان الحلوجى استشارية علاقات أسرية ومدربة التنمية البشرية أنه لابد من احترام الحياة الخاصة لكل إنسان وفى رأيها أن هذه الصفحات ليست المكان المناسب لمناقشة تفاصيل الحياة الشخصية والزوجية على الرغم من وجود بعض الآراء المفيدة فيها لأن لكل مشكلة ظروفها وسماتها الخاصة. فالحلول التى تطرحها المشتركات على تلك المواقع ليست دائما إجابة نموذجية تسرى على الكل، حتى لو كانت المشكلة واحدة، ولكن حلها يختلف حسب طبيعة كل إنسان والظروف المحيطة به. لذلك يجب الاقتصار على رأى صديقة مقربة أو استشارية أسرية متخصصة. وتؤكد أن تلك الجروبات تكون أحيانا سببا فى المشكلات الأسرية بأن تعتقد السيدة أن المشكلة التى تقرأها موجودة فى زوجها، على سبيل المثال إذا كانت إحدى السيدات تشتكى أن زوجها خائن، تبدأ هى الأخرى فى الشك فيه وتراقب تصرفاته وهاتفه، أو عندما يكتشف الزوج أن زوجته تحكى على الفيسبوك كل أسرار عمله ومشكلاته مع أسرته فيفقد الثقة فيها، ومن الممكن أن يكون هذا التصرف منها بداية الانفصال بينهما. وينصح د. مصطفى رجب «أستاذ علم الاجتماع» الفتيات المقبلات على الزواج بالتوقف عن قراءة المشكلات الزوجية، حتى وإن كان من باب التسلية أو المعرفة لأن أثرها السلبى كبير، فالفتاة تكون مستعدة عند حدوث أى مشكلة بالرد بالطريقة التى اكتسبتها من الردود على المشكلات على الفيسبوك ويكون هذا الرد إما عنيفا أو غير صحيح. ويحذر رجب من الاعتماد على الآراء التى يتم الرد بها على المشكلة لأنه عندما تعرض إحدى السيدات مشكلتها فهى تعرضها من وجهة نظرها الشخصية، وفى الخلافات يكون للقصة دائمًا وجهٌ آخر، ومن ثم يكون أى رأى ناقصا كما أن السيدات المشتركات فى مجموعات الفضفضة أعمارهن ومستوياتهن التعليمية والثقافية والاجتماعية مختلفة، كذلك تختلف تجاربهن الشخصية، لذلك فإن كل رأى يعبر عن شخصية صاحبته، وبالطبع لا يكون بالضرورة ملائمًا لكل واحدة ولظروفها الشخصية. لذلك فإن أى مشكلة مطروحة تتباين الآراء فيها نظراً للاختلافات السابقة وقد تجدين رأيا وآخر عكسه وأخيرا ستتدخل ميولك الشخصية لاختيار الحل الذى تميلين إليه أو تصبحين حائرة فى اختيار الحل المناسب بين الحلول المطروحة. ويؤكد أهمية عدم بوح بالأسرار الشخصية على هذه الجروبات حتى وإن كانت مغلقة، لأنه من الممكن اختراقها خاصة إذا كانت تستعمل حسابها الشخصى الموثق ببياناتها كاملة، وقد تم تسجيل حوادث أنشئت فيها مثل هذه الصفحات بغرض الابتزاز والتهديد.