ارتبطت مصر وسوريا تاريخيا بكثير من قواسم النضال المشترك, الذي توج بالوحدة بين البلدين عام1958, ورغم أن هذه الوحدة لم تدم أكثر من ثلاث سنوات إلا أنها بقيت علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث. لذلك لا يمكن أن تقف مصر مكتوفة الأيدي الآن امام الأزمة السورية وبحور الدم التي يغرق فيها الشعب السوري, فسوريا بالنسبة لمصر هي قضية أمن قومي, لذلك سعت مصر بجهود منفردة وبالتعاون مع الجامعة العربية والمنظمات الدولية لإنهاء الأزمة السورية, وقدم الرئيس محمد مرسي مؤخرا للقمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة مبادرة لحل الأزمة سلميا وتشكيل لجنة رباعية من مصر والسعودية وتركيا وايران للقيام بذلك, ثم جدد اقتراحه في لقائه بالرئيس الايراني أحمدي نجاد علي هامش قمة عدم الانحياز. ودعمت مصر كل الجهود المبذولة لوضع حد لنزيف الدم السوري, بما في ذلك بعثة المراقبين الدوليين ودور المبعوث العربي الأممي الذي تولاه كوفي آنان ثم الأخضر الإبراهيمي, لكن استمرار النظام السوري في قمع انتفاضة شعبه بالقوة المفرطة أفشل كل تلك الجهود. إن الموقف المصري واضح ومحدد وصريح, فهو يدعو إلي وقف نزيف الدم السوري فورا, ومع حق الشعب السوري في تقرير مصيره عبر نظام ديمقراطي يعبر عن جميع اطيافه, ويرفض أي تدخل أجنبي في سوريا, وهو نفس موقف جميع الدول العربية. لم يعد الوضع الحالي يتحمل أي مزايدات أو تهرب من النظام السوري, ولا مفر من المواجهة.., فدماء السوريين في اعناقنا جميعا.