أخر ما نشرته الصحف من قضايا الرشاوى والفساد أن مسئولا بمحافظة الإسكندرية كان يقوم بعمليات الاختيار لوظيفة “مساعد تُربي” طلب رشوة 150 ألف جنيه من أحد المتقدمين ومساعد التُربى هو الشخص الذى يساعد التُربى فى دفن الموتى وإذا كان قادرا على دفع 150 ألف جنيه فمتى يجمعها ومن أين يحصل على الدخل الذى يوفر منه هذه الرشوة وهل يحصل على مرتب يتناسب مع ذلك ومن أين هذا المرتب وما هى الجهة المسئولة عن مرتبات التُرابية ومساعديهم .. هناك أشياء غريبة فى هذا البلد أن يحصل المدرس على مرتب أقل من ألف جنيه بينما مساعد الُتربى يدفع 150 ألف جنيه رشوة ليحصل على الوظيفة أما المسئول الذى يقوم بعمليات الاختيار فكم حجم الأموال التى جمعها من المتقدمين للوظيفة وهم بالعشرات .. لو أنه قام بتعيين عشرة أشخاص فقد حصل على مليون ونصف مليون جنيه ولو كانوا عشرين شخصا فنحن أمام ثلاثة ملايين جنيه أما إذا كانوا خمسين تُربيا فالرقم دخل فى عدد كبير من الأصفار .. إن التُربى ومساعده عادة يجمعون بعض الأموال من أصحاب المدافن وهى مبالغ رمزية ولا تصل إلى عشرات الآلاف التى تدخل سجلات الرشاوى إلا إذا كانت هناك تجارة للموتى لا يعرفها أحد.. ما أكثر الجرائم التى تنشر فى الصحف حول سرقة رفات الموتى وكانت هناك قصص كثيرة حيث يخلط تجار المخدرات خاصة الهيروين العظام البشرية فى ذلك وهناك أيضا بيع أجزاء من الموتى لطلبة كليات الطب وقد وصل الأمر إلى تجارة الآثار فى المقابر الفرعونية التى يتم اكتشافها فهل هناك علاقة بين تهريب الآثار خاصة المومياوات وهذا العدد من التُرابية الذين تعينهم المحافظات وهل تتبع المدافن وزارة الآثار أم المحافظات خاصة أن هناك مدافن مختلطة فيها القديم والحديث .. اعترف أن رقم الرشوة التى قدمها مساعد التربى وهو 150 ألف جنيه أثار تساؤلات كثيرة، لأن الرقم كبير، ولأن الوظيفة لا توحى بأنها من مصادر الدخل وقبل هذا كله هل هناك رقابة على مثل هذه الأنشطة وهى تجارة الموتي.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة