يمكن بسهولة للمتابعين للشأن الإسرائيلى ملاحظة أن رئيس الوزراء نيتانياهو نجح بالفعل فى إدخال إسرائيل فى أجواء الحرب ولكن دون أن يكشف طبيعة هذه الحرب ولأى اتجاه سترسل تل أبيب صواريخها حيث بات الحديث عن الحرب المقبلة ومحاولة التكهن بطرفها الثانى هو الشغل الشاغل لمعظم الإسرائيليين منهم، وذلك منذ أن أصر نيتانياهو على رفض الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة وتولى بنفسه وزارة الدفاع خلفا لأفيجدور ليبرمان، وحاول الإيحاء بأن الوقت غير مناسب للانتخابات، لأن الدولة العبرية تستعد لحدث أمنى كبير حسب تعبيره وهو مافسره الإسرائيليون بحرب وشيكة. ورغم أن ليبرمان استقال من وزارة الدفاع قبل ثلاثة أسابيع تقريبا اعتراضا على قبول نيتانياهو العودة لاتفاقات التهدئة مع حركة حماس إلا أن جانبا كبيرا من التكهنات حول العدوان الإسرائيلى المقبل يصب فى اتجاه غزة حيث يتوقع الكثيرون أن تباغت الصواريخ الإسرائيلية قيادات حماس فى وقت لاتتوقعه، وبدء عملية قاسية لإخضاع القطاع وردعه عن تهديد المستوطنات المحيطة به فى حين يتوقع آخرون أن توجه إسرائيل آلتها الحربية الضخمة فى اتجاه لبنان مستهدفة حزب الله والذى يمثل خطرا أكبر على الأمن الإسرائيلى رغم الضربات الموجعة التى تلقاها على الأراضى السورية. ويوجد فريق ثالث يتوقع أن تكون الضربة المقبلة فى اتجاه إيران، ولكنه فريق أقل، لأن معظم المحللين يرون أن أى عمل عسكرى ضد طهران لابد أن يكون بمشاركة أمريكية، وهو أمر مستبعد حاليا. فالأمريكيون مازالوا يجربون جدوى العقوبات الاقتصادية الجديدة ضد طهران والتى تعد الأوسع فى التاريخ حسب وصفهم، ولذلك تعود التكهنات لتصب فى اتجاه غزةولبنان، وإن كان للقطاع النصيب الأكبر منها. لمزيد من مقالات أشرف أبوالهول