خطوات جادة تبذلها وزارة الشباب والرياضة لاكتشاف الموهوبين فى مجالات الفنون المختلفة بهدف تنشئة جيل واعٍ ومثقف ومتذوق للفنون باعتبارها أرقى أسلحة نبذ أفكار العنف والتطرف.. ويبدو هذا واضحا من الأنشطة الفنية التى تتبناها الوزارة على مستوى مراكز الشباب والجامعات المصرية.. منها مثلا مسابقة «كنوز مسرحية 6» التى تقيمها الإدارة المركزية للطلائع برئاسة عزة الدرى، للمرحلة العمرية من 8 إلى 18 عاما فى مجالات الكورال والمسرح والموسيقى والفن التعبيرى.. وعلى مدى يومين تابعت بشغف عروض المسرح المشاركة فى المسابقة بصحبة لجنة التحكيم د. نبيلة حسن أستاذة مناهج التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية ود. مصطفى سلطان أستاذ الديكور بأكاديمية الفنون، وشاهدنا 18 عرضا مسرحيا مدة كل منها نصف ساعة، بالإضافة إلى 18 عرضا مسرحيا آخر ضمن عروض الميكرو تياترو.. ومن يتابع تلك العروض يتأكد تماما أن مصر ستظل ولاّدة وأن جينات الفن مترسخة فى وجدان أولادنا مع صرخاتهم الأولى فى الحياة.. فقد استمتعت بطاقات تمثيلية مذهلة من أبناء المحافظات المختلفة وخاصة مراكز شباب دمياط وبورسعيد والسويس والأسكندرية وأسوان، الذين أبهرونا بعروض الحارة وحلم فصيح ولعب وجد ولن تغرب الشمس والتى تتناول قيما أخلاقية مهمة وأهم انجازات شخصيات مصرية أثرت فى تاريخنا المعاصر.. والجديد فى تلك المسابقة هو إضافة عروض «الميكرو تياترو» إلى منافساتها.. وهو نوع درامى أوروبى حديث تبنته د. نبيلة حسن باعتباره الأنسب لتلك المرحلة العمرية من حيث تكلفته الإنتاجية المتواضعة واعتمادها بالأساس على تدريب الصغار تدريبا أدائيا فى حرفية التمثيل وتوجيه طاقاتهم بشكل علمى من خلال حدوتة درامية مكثفة لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة تبدأ فورا بأزمة يعانيها بطل العرض وترصد الأحداث كيفية البحث عن حل لها بشكل سريع جدا.. وهو ما يضمن صناعة ممثل حقيقى يعرف كيفية توظيف إمكاناته الجسدية والنفسية والعصبية وتوظيفها بشكل حقيقى يفيد الوسط الفنى مستقبلا، وقد أفرزت عروض الميكروتياترو فى تلك المسابقة مواهب حقيقية نتمنى أن تلقى مزيدا من الاهتمام والتدريب الفترة المقبلة على يد متخصصين مسرحيين، بالإضافة إلى تعميم التجربة ومنحها مساحة تنافسية أكبر فى الدورات المقبلة للمسابقة مع توفير التجهيزات المسرحية المناسبة لها مثل قاعات العرض الصغيرة التى تمنح المتلقى والممثل الإحساس بالحميمية المطلوبة فى مثل تلك العروض الإنسانية.