تبدو الطبيعة غاضبة لعدم اكتراثنا بالحفاظ على بيئتنا، وتعبر عن استيائها بشكل قاس فيما نلحظه من تغيرات مناخية وظواهر جوية عنيفة تضرب الكوكب لتنبيهنا بالمخاطر التى يتسبب فيها النشاط البشرى وسوء استغلاله للموارد الطبيعية وهو ما يظهر أهمية تعاون سكان الأرض شعوبا وحكومات ومؤسسات. المؤتمر الذى تستضيفه شرم الشيخ على مدى أسبوعين حول التنوع البيولوجى والاستثمار فيه ومرور 25 عاما على توقيع اتفاقية التغير المناخى مناسبة مهمة لاتخاذ قرارات وخطوات عملية لإنقاذ كوكبنا. وفى هذا السياق أصدرت وزارة المالية شهادة خضراء تحدد الالتزام بشروط الحفاظ على البيئة كشرط قبول تمويل ميزانية الدولة لأى جهة. وأرى أن يتم فى المقابل إصدار شهادة سوداء لمن يضر بالبيئة ليتم وقف تمويله أو ترخيصه. ويكتسب المؤتمر أهمية لمصر ليس فقط لمشاركة 196 دولة باعماله، وإنما لتوليها رئاسة مؤتمر التنوع البيولوجى حتى عام 2020، وأيضا بدء رئاستها للاتحاد الإفريقى اعتبارا من مطلع العام المقبل مما يتيح تنسيقا إفريقيا أكبر فى شتى المجالات ومنها الحفاظ على البيئة. تقرير خطير أصدره الصندوق العالمى لحماية الحياة البرية بشأن كوكبنا أظهر أنه منذ عام 1970 شهد كوكبنا تراجع معدلات الحياة البرية بنسبة 60% مما يعرضنا لمخاطر لا يمكن تصورها، وانقراض الكثير من الكائنات والنباتات، ودعا التقرير قادة العالم للتوصل إلى اتفاق للسيطرة على الأضرار التى لحقت بالتنوع البيولوجى؛ لأن هناك فرصة للتحرك مع اقتراب عام 2020 حيث يستعرض العالم التقدم الذى أحرزه بشأن أهداف اتفاقية باريس للتنمية المستدامة والتغير المناخى لإنقاذ الطبيعة والبشر، لنستجيب لاستغاثة الأرض. لمزيد من مقالات إيناس نور