صار معنى الحياة وعمقها يتحطم بمجرد تسجيل الدخول إلى عالم الإنترنت الأشبه بفقاعة كبيرة نسجن أنفسنا بداخلها ليتحول الفعل دوما إلى كلام وكلام.. ثم كلام.. حتى تتحطم تلك الفقاعة على صخرة الوقت المهدر من حياتنا، بينما سبقنا الآخرون بسنوات ضوئية. عالم وهمى اخترقه المخرج الواعد هانى عفيفى ليقدم على مسرح الهناجر عرضا مكثفا كوميديا ساخرا يرصد طبيعة تلك الحياة منذ اندلاع ثورة الفيس بوك وحتى يومنا هذا.. من خلال ستة من الأصدقاء يعيشون حياة متخيلة فى منزل افتراضى بابه هو زر تسجيل الدخول وجدرانه الهشة، والمحاصرة بعقارب الساعة المتلاحقة.. وفى اطار زمنى لا يتجاوز ساعة وربع الساعة استحوذ الممثلون على ضحكات الجمهور واعجابهم بسبب قدراتهم الأدائية الحيوية والمتناغمة بدءا من أحمد السلكاوى طاقة السحر الوهمية الجاذبة دوما لمدمنى الإنترنت ومرورا بشادى الدالى ومحمد الشافعى وميشيل ميلاد وأوسكار نجدى وحتى الممثلات الواعدات ندى نادر وهبة الكومى ومنة حمدى بتجسيدهن نماذج أنثوية بحثن عن طريق للشهرة عبر هذا العالم الهش. ولم يكن لتلك الحياة الافتراضية أن تتجسد إلا بملابس د. مروة عودة «المشمع»الشفاف الموصول بالقماش والموحي بتوصيف الحياة باعتبارها عالما بلاستيكيا بلا طعم أو لون أو رائحة.