على متابعاتى الدائمة للمجهود الدائم المحترم الذى تبذله وزارة التضامن الاجتماعى ووزيرتها غادة والى فى مجالات عديدة، فإننى أخص شغل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لها بإشادة خاصة، كونه يتصدى للمشكلة الأكثر إلحاحا فى إعاقة الخلق والابتكار، ويسهم فى إنقاذ المنتج البشرى المصرى من الغرق فى إحساس غير مطلوب البتة من الغياب والبلادة، فضلا عن الآثار الصحية والمالية المدمرة لتعاطى المخدرات، ومناسبة هذا الكلام هى توقيع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بروتوكولا للتعاون مع دمياط ومحافظتها الجديدة منال عوض ميخائيل والذى يستهدف تنفيذ الخطة القومية لمكافحة التعاطى، ويركز جهوده فى المناطق الأكثر عرضة للمشكلة، ومنها المنطقة الصناعية لتحقيق العصمة والمنعة لعملية الإنتاج.الصندوق يهدف إلى خفض الطلب على المخدرات فى مراكز وقرى عبر ندوات وورش عمل وتدريبات ومبادرات شبابية وميدانية لرفع الوعى بمخاطر تعاطى وإدمان المخدرات. إن تحقيق المشروع الكبير للنهوض بمصر يقتضى انخراط الشعب فيه وهو فى حالة إفاقة لا فى حال غياب، وتذكروا كيف كانت الصين بلد الأفيون، وحين قامت بثورتها وتقدمت طلائع الناس فيها لبناء المستقبل كان عليها أولا أن تتخلص من حالة الغياب وتعبر إلى حالة الإفاقة.. أنا أذكر كل ذلك فى مقام التحرك لإنجاح المشروع المصرى لبناء الإنسان وهو ما حدده الخطاب الرئاسى هدفا لفترة الرئاسة الثانية. الناس لا تبنى النهضة وسط دخان الحشيش ولا تحت تأثير «الترامادول» الذى استخدمه المتآمرون فى تحريك القطيع الالكترونى إبان عملية يناير عام 2011. الناس تبنى النهضة فقط حين تكون فائقة وقادرة على التفكير والإنتاج، وفى هذا الإطار أظن أن كثيرا من الفنون المصرية سواء فى مجال التمثيل أو الغناء تروج لتعاطى المخدرات ليس فقط بما يرد من مشاهد فى النصوص أو ما تتضمنه كلمات الأغانى من تسويق مباشر للإدمان، ولكن بما يرد فى بعض كلمات الأغانى وحوارات المسلسلات والأفلام من ترويج لحالة (التوهان) التى صارت وسيلة مضمونة لاستدراء الضحكات والاحتفال بنماذج مشوهة من البشر البليد الذى يحترف الكلام الفارغ وإشاعة أجواء اللامبالاة واللامعقول فى زمن يلزمنا بالمبالاة وبالمنطق وبالمعقول. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع