ما رأى الممثلات العربيات، خاصة المصريات واللبنانيات، فيما فعلته فى نفسها جميلة الجميلات النجمة الساطعة نيكول كيدمان؟! فقد سارت فى اتجاه مضاد لما تفعله ممثلاتنا، وبالطبع ليس فى بالها أن تختلف عنهن، عندما رحبت بالخضوع لعمليات ماكياج معقدة لتحولها إلى امرأة بائسة شاحبة محطمة بدت أكثر من سنها الحقيقية بما لا يقل عن عقدين، وشارك فى تغيير ملامحها فريق متخصص فى تصفيف الشعر وفى المساحيق، وذلك حتى يتوافق شكلها المصطنع مع طبيعة الدور الذى تؤديه فى آخر أفلامها المدمِّر! وقد أعرب بعض النقاد عن دهشتهم من كيفية تحويل هذه الفاتنة الأخاذة إلى امرأة شمطاء! تقول المخرجة كارين كيوساما إن الشخصة التى تؤديها كيدمان لامرأة مرت بمحن شديدة دمَّرتها وجعلت ماضيها مشيناً ثقيلاً على روحها، وإنها كتمت أسرارها داخلها، فكان ينبغى أن يبدو هذا البؤس فى ملامحها. وتشرح كيدمان أنها يجب أن تقترب من الشخصية التى تؤديها، وأن التغييرات التى تجريها على شكلها تساعدها أكثر على التقمص، كما أن الممثلين المشاركين معها فى المشهد ينفعلون مع شكلها ويتفاعلون معها أكثر وفق المطلوب، وإن هذا يساعدها على مزيد من الاندماج. وقالت، فى برنامج تليفزيونى مسجل على يوتيوب، إنها سعدت بتجربة أخرى مماثلة عندما قامت بدور فرجينيا وولف فى فيلم الساعات. وقد قالتها بتواضع ولم تشر إلى أنها حصلت على الأوسكار عن هذا الدور. وأما فى السينما المصرية، فتصحو إحدى الممثلات فى أحد الأفلام صباحا وتتمطى فى فراشها، فإذا بها فى كامل الماكياج، ويبدو شعرها خارجا توا من تحت السشوار، والعينان مرسومتين بدقة، ووشم الحاجبين محددا بالقلم، والمساحيق الوردية على وجنتيها.. إلخ! وحدث أن إحداهن كانت تؤدى مشهد امرأة تحتضر بعد أن ضربها مرض عضال، إلا أنها أصرت مع المخرج على أن تبدو فى كامل النضارة، بطبقات من المساحيق متعددة الألوان، وكان أحمر الشفاه فاقعاً بلون الدم، واللون البنفسجى على جفنيها، ولم تنس الرموش المستعارة طويلة التيلة لزوم كيد منافساتها الأخريات! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب