خير ما فعل مجلس أمناء مدينة 6 أكتوبر بتبنى مقترحات لأعضائه بإعادة تسمية المحاور والشوراع الرئيسية والميادين بأسماء أبطال وشهداء حرب أكتوبر المجيدة، للقضاء على فوضى المسميات الغريبة والتى لا تليق بمدينة تحمل اسم أغلى الانتصارات العسكرية فى التاريخ المصرى. فقط ترك عدم التسمية فراغا كبيرا أطلق العنان للأسماء التى يراها الناس علامات مميزة لكل منطقة يتم الوصف على أساسها، مثل ميدان "الكشك الموف"، و"ميدان المطب"، والأشهر "ميدان كشك الست أم سيد"، بالإضافة إلى تكرار لمسميات تحتاج إلى شرح وتوضيح، فعلى سبيل المثال هناك محور 26 يوليو، الذى يمتد من ميدان لبنان بالمهندسين بطول 22 كيلو متر، ويمر بطريق مصر إسكندرية الصحراوى، وبعدها على يمينه مدينة الشيخ زايد ثم مدينة 6 أكتوبر، ليتفرع إلى طريقين كلاهما بنفس الاسم بطول 10 كيلومترات تقريبا، وللتمييز بينهم أطلق على أحدهما "المحورالمركزى" والآخر "المحور الخدمى" وكل شخص يستنتج المسمى كما يراه مناسبا. وهذه الفوضى وترك المخطط بدون أسماء جعل هناك محاور مثل "وصلة دهشور" غير مفهوم لماذا هذه التسمية ومن أطلقها، وأخرى باسم "المنطقة المحصورة" وأحياء باسم "غرب سوميد" ولا تفهم لماذا!. وكان الأغرب وعلى مدار تاريخ المدينة الذى بدأ فى الثمنييات أن هناك إصرارا غير مفهوم بنفس درجة هذه المسميات، بألا يكون هناك تسمية وتخليد أسماء قادة هذه الحرب وأبطالها. فهذه المدينة التى اختار مكانها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ويحكى المهندس حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان الأسبق قصتها بأن السادات اصطحبه فى جولة بالطائرة الهليكوبتر لاختيار أماكن المدن الجديدة مثل مدن السادات والعاشر من رمضان و15 مايو، وفى نهاية الجولة قال الرئيس السادات إن مسك الختام فى مكان على طريق إسكندرية الصحراوى وصفه بأن الهواء فيه "يرد الروح"، وكان يستخدمه فى نقل الإشارات إلى الألمان وقت الحرب العالمية الثانية بعد صحراء الأهرامات، وبالفعل هبطت الهليكوبتر واستنشق السادات الهواء، الذى أعاد له ذكريات مرحلة الشباب، وقال هنا "مدينة 6 أكتوبر"، الاسم الأكثر محبة إلى قلبه والتى تحمل اسم النصر العظيم. وبالفعل أصبحت مدينة 6 أكتوبر مثالا للمدن الجديدة والأكثر جذبا للاستثمارات والسكان، الذين وصل عددهم إلى مليونى نسمة، وحاليا تم تقسيمها إلى ثلاث مدن هى 6 أكتوبر، وحدائق أكتوبر، وأكتوبر الجديدة. وكان القرارمن مجلس الأمناء أن يكون الاحتفال مختلف بذكرى الأعياد بأن يتم تخليد الأبطال والشهداء بتعجيل انعقاد لجنة التسميات وإطلاق أسماء قادة الحرب وأبطالها على الشوارع والمحاور والميادين، ليكونوا ذكرى لأجيال تتذكر كيف خرج هؤلاء ببلادهم من مرارة الهزيمة إلى انتصار تاريخى. [email protected] لمزيد من مقالات شريف عبدالباقى