هنا فوق قلعة صلاح الدين سترى المآذن أينما وليت وجهك، ففى سماء القاهرة ستجد أكبر تجمع مآذن وقباب تعلو أقدم وأروع المساجد فى العالم يدور بينها حوار لا تسمعه أذنك ولكن يمكن أن تدركه روحك إذا ما تشبعت بعشق القاهرة. وإذا وقفت فى ساحة القلعة ويممت وجهك تجاه الغرب قليلا، سترى واحدا من أكمل وأجمل المساجد، إن لم يكن أروعها على الإطلاق فها هو مسجد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون سيطالعك بجدرانه الشامخة وقبته العملاقة التى تبث فى قلبك الرهبة وبجواره مسجد الرفاعى الذى يشكل معه مجسما عملاقا، فحول ميدان صلاح الدين القابع أسفل القلعة وقفت المساجد لتحكى تاريخ مصر فى عدة عصور. هنا العصر الأيوبى فى قلعة صلاح الدين وتلاه المماليك حيث بلغت العمارة الإسلامية أوجها وفى أعلى القلعة يقبع مسجد محمد على الذى صار علامة على القلعة حتى ارتبطت الصورة الذهنية للقلعة به رغم تأخر إلقاء أول حجر فى المسجد عن إتمام بناء آخر حجر فى القلعة بستة قرون ونصف القرن «بالضبط 647 سنة». وعندما تقف على حافة سور القلعة ستحيط بك المآذن وتصافح عينيك القباب وسيذهلك هذا الكم الرهيب من المساجد الأثرية، أما الكيف فهو حديث الأرواح. هناك أيضا مسجدا محمد بن قلاوون وسارية الجبل داخل القلعة وفى خارجها تقف مساجد قانى باى الرماح وجوهر اللالا وشيخون وغيرها باقية على حالها لكى تشكل واحدا من أكبر المتاحف التاريخية المفتوحة فى العالم.