يحتفل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى ديسمبر المقبل بمرور 50 عاماً على تأسيسه، رغم أنه أُنشئ رسمياً باسمه هذا فى مارس 1972. ولذلك ربما يرى البعض أن يوبيله الذهبى يحل بعد أربع سنوات، وليس بعد عدة أشهر. غير أن الفكرة وراء الاحتفال باليوبيل الذهبى لتأسيسه عام 2018 تعود إلى العلاقة الوثيقة التى تربطه بمركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية، الذى أُنشئ عام 1968 فى إطار مؤسسة الأهرام، بهدف دراسة الصراع العربى-الإسرائيلى والقضية الفلسطينية. كان هذا المركز أحد مراكز أربعة تم دمجها فى مارس 1972 لتأسيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية. والمراكز الثلاثة الأخرى هى مركز الدراسات التاريخية لمصر المعاصرة، ومركز الدراسات السياسية والاقتصادية، ومركز توثيق تاريخ جمال عبد الناصر. ولكن نظراً لندرة المعلومات فى هذا الموضوع، بسبب عدم الاهتمام بتوثيق تاريخ مركز الأهرام للدراسات طول العقود الماضية، يحدث خلط فى كثير من الكتابات عن تاريخه، وخاصة فى مجال العلاقة بينه وبين مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية. الاعتقاد الشائع أنهما مركز واحد، وأن ما حدث 1972 مجرد تغيير اسم. وربما يعود هذا الاعتقاد إلى أن مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية كان المكون الأهم، بين المراكز الأربعة التى دُمجت تحت اسم مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، سواء من حيث الدور، أو النشاط. كما أن مدير مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية الأستاذ حاتم صادق بقى مديراً لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية نحو عامين بدأ بعدها التأسيس الفعلى للأخير عندما تولى الراحل الكبير الأستاذ السيد يسين إدارته. فقد أُعيد بناء هذا المركز، منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى، على غرار مراكز الأبحاث الكبرى فى العالم، والتى لم يكن هناك وجود لمثلها فى المنطقة العربية حتى ذلك الوقت. وكانت هذه بداية تطبيق البند الثانى فى قرار تأسيسه الصادر فى 16 مارس 1972، والذى ينص على أن (يقوم المركز بإجراء الدراسات السياسية والاقتصادية سواء التى تتعلق بالواقع المصرى، والوطن العربى، والعالم الثالث، أو بالوضع الدولى. وتهدف دراساته جميعاً إلى المعرفة بالقضايا المطروحة، واستخلاص النتائج العلمية منها). وتسارع معدلات توسع اهتمامه البحثى ليصبح مركزاً للدراسات السياسية والاستراتيجية بحق منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد