اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سلفه الرئيس الجمهورى الأسبق جورج بوش الابن بارتكاب خطأ تاريخى، عندما قرر التورط فى الشرق الأوسط، وإرسال قوات أمريكية إلى المنطقة كلفت الولاياتالمتحدة نحو 7 تريليونات دولار، مشيرا إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما انتهج سياسة خاطئة للخروج من المنطقة. وجاء تقييم ترامب خلال مقابلة تليفزيونية مع محطة «ذا هيل»التليفزيونية، والتى أكد فيها أن الخطأ الذى ارتكبه بوش الابن بدخوله الشرق الأوسط يفوق فى خطورته أخطاء وأزمات كبرى شهدها التاريخ الأمريكى، مثل الحرب الأهلية والإخفاق الأمنى فى منع وقوع أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001. وأوضح ترامب فى سياق المقابلة أن خطأ بوش كلف الولاياتالمتحدة حوالى 7 تريليونات دولار، بالإضافة إلى الملايين من أرواح المواطنين الأمريكيين. وكانت تقديرات حديثة صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية»البنتاجون» قد رجحت أن يبلغ إجمالى تكلفة الحروب الأمريكية فى أفغانستان والعراق وسوريا خلال الفترة بين عامى 2001 و 2018 حوالى 1٫52 تريليون دولار. وحول توجه آخر لسياسات ترامب، كشف وزير خارجية إسبانيا جوزيف بوريل عن أن الرئيس الأمريكى سبق أن اقترح على مدريد تشييد جدار عملاق بمنطقة الصحراء الكبرى فى أفريقيا،لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين من شمال أفريقيا إلى الأراضى الأوروبية. ويستند اقتراح ترامب على أساس فكرته لإقامة جدار أمنى عازل بين بلاده والمكسيك لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولاياتالمتحدة، والذى كان أبرز تعهداته الانتخابية عام 2016، وأحد أهم أركان سياسته حول الهجرة منذ بداية رئاسته. ووفقا لصحيفة «الجارديان»البريطانية، فإن دبلوماسيين أسبانا أوضحوا لترامب صعوبة تنفيذ مثل هذا الاقتراح،بسبب المساحة الشاسعة التى تغطيها منطقة الصحراء الكبرى، والتى تبلغ حوالى ثلاثة آلاف ميل، فضلا عن أن إسبانيا لا تملك أى تواجد رسمى داخل المنطقة،إلا فى «سبتة» و»مليلة» فى شمال الغرب، وهو ما يعنى ضرورة إبرام مدريد لاتفاقيات مع دول شمال أفريقيا،لتشييد الجدار المطلوب فى عملية يتوقع أن تكون مطولة وغير مضمون نتائجها. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب استبعد الملاحظات الإسبانية، مؤكدا أن ضخامة مساحة الصحراء الكبرى لا يفترض أن تكون سببا للحيلولة دون اتمام مقترحه، خاصة وأنه لا يرى أنه يتجاوز مساحة الحدود المشتركة بين الولاياتالمتحدة والمكسيك،والتى يستهدفها بإقامة مشروع مشابه. ويفترض، وفقا للجارديان، أن يكون ترامب قد عرض مقترحه على بوريل خلال زيارة ملك إسبانيا فيليب والملكة ليتيزا للبيت الأبيض فى يونيو الماضى.