مازال شبح مرض «الجلد العقدي» يطارد الثروة الحيوانية فى العديد من المحافظات ويكبد الاهالى الكثير من الخسائر.. قرية (عنيبس) التابعة لمركز جهينة بسوهاج نموذج صارخ لهذه المأساة. «نفوق مواش.. حزن وهلع.. معاناة وخراب .. روائح كريهة « تلك هى المشاهد المسيطرة على القرية، حسب رواية بعض الاهالي، فهناك حالة من الحزن الشديد والرعب منذ قرابة شهر تسيطر على هذه القرية بسبب تفشى مرض «الجلد العقدي» بين الحيوانات والمواشى فيها ونفوقها، مما تسبب فى خسائر فادحة لكثير من الاهالى ، وهو مرض فيروسى ينتقل من خلال لدغ الحشرات سواء من الذباب أو الناموس ، وانتشاره يهدد الثروة الحيوانية ، وعلاجه يكون من خلال التحصينات والأمصال . على محمود مدرس ثانوي، يصف الوضع بالقرية مؤكدا ان الفيروس منتشر بكثافة وموجود فى كل بيت على حد وصفه، مضيفا أن القرية تعتمد اعتماداً كلياً على تربية المواشى ، وهى أكبر قرية فى خط الصعيد فى تربية المواشى وإنتاج اللحوم. وتابع قائلا: ان المرض يصيب المواشى ذات الحجم الكبير وايضا الابقار والجاموس العشر ولهذا تنفق سريعا فور إصابتها بالفيروس ، وهذه كارثة للاهالى ، مضيفا ان ادارة الطب البيطرى قامت بالذهاب إلى القرية ولكن لبعض البيوت وليس كل القرية، حيث إنه لا يخلو بيت من المرض ، وان هناك حالة من الحزن الشديد داخل كل منزل ، ناهيك عن البكاء والعويل بسبب الخسائر التى يتعرضون لها يوميا فرأس مالهم كله فى هذه المواشي ولا يشعر بهم احد، ولذلك يناشد المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذهم. وأكد محمود ان المصل والتحصين لا يفيد للمواشى المصابة وبالتالى تتعرض للنفوق، وان التحصين يصح فقط مع المواشى السليمة، موضحا أن الروائح الكريهة بسبب المواشى النافقة تسيطر على كل الأماكن فى القرية، بالاضافة الى وجود عربات تنقل هذه المواشى وترميها على أطراف الترع والمصارف، وهنا تأتى ازمة جديدة من تلوث بيئى وانتشار للأمراض . واشار الى ان بعض الاهالى يلجأون إلى بيع المواشى المصابة سواء للجزارين او لغيرهم، مما يشكل خطرا على صحة الانسان واصابته بالأمراض عند تناوله لهذه اللحوم . ويرى أن هناك إهمالا من جانب الطب البيطري، وان المصل لا يصلح للمواشي، محذرا من ان القرية أصبحت بؤرة لهذا المرض ومصدرا لانتشاره بالقرى المجاورة ، موضحا ان الأهالى يقومون يوميا صباحا ومساء بتدليك المواشى بالخل والليمون لخفض حرارتها وانقاذها من الموت. من جانبه، أكد صفوت عمران الكاتب الصحفى والقيادى بحزب الوفد ، وأحد أبناء قرية عنيبس مهاجمة مرض «الجلد العقدي» للماشية مما تسبب فى نفوق المئات منها خلال ايام قليلة، مما يهدد الثروة الحيوانية فى عدد من المحافظات، و يمثل خطرا على مستقبلها ويهدر حقوق المواطنين فى الحصول على تعويضات مناسبة . مشيراً إلى تأكيد مدير الطب البيطرى فى جهينة، وجود المرض وتسببه فى نفوق عدد كبير من الماشية وأنه تم تحصين الماشية الباقية. من جانبها، نفت منى محرز نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وجود المرض بالقرية، مؤكدة انها ارسلت فريقا بيطريا إلى القرية ، للوقوف على الشكاوى التى ترددت حول وجود حالات مرض الجلد العقدى بالمحافظة، وأنه تبين عدم وجود أية مشاكل صحية وأن حالة الحيوانات بالقرية مستقرة وجيدة، ولاتوجد أى أعراض «عقد جلدية» لمرض الجلد العقدي، وذلك بعد مناظرة الحيوانات على الطبيعة والكشف عليها، وعمل حوارات ميدانية مع الأهالى مربى الحيوانات. وأوضحت نائب الوزير أنه تم عمل حلقات نقاشية بهدف إرشاد وتوعية الأهالى حول هذا المرض وخطورته على الصحة الحيوانية والاقتصاد القومي، وأهمية حملات التحصين للأمراض الحيوانية التى تقوم بها الوزارة. كما اتفق معها محمد عطية، رئيس الادارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الزراعة، مؤكدا أنه ليس هناك أى أعراض للمرض فى القرية وانه لا توجد ازمة من الأساس، مضيفا ان إدارة الطب البيطرى ذهبت للقرية ولم تجد شيئا!!